تحديات التعليم.. فيلم «فخر السويدي» يبرز الواقع الصعب في السعودية خلال مهرجان القاهرة السينمائي

فيلم تأسيس الفصل الشرعي في ثانوية السويدي يعكس رؤية تربوية فريدة تسعى لاكتشاف مواهب الطلاب ودعمهم على مختلف الأصعدة، مركزًا على تحسين حياتهم وتقويم سلوكياتهم من خلال نهج تعليمي مبتكر غير تقليدي، مما شكل محور الأحداث الرئيسية في فيلم «فخر السويدي» السعودي الذي شارك ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

تأسيس الفصل الشرعي في فيلم «فخر السويدي» وتأثيره على مسيرة الطلاب التعليمية

يرصد فيلم «فخر السويدي» قصة تأسيس الفصل الشرعي على يد مدير المدرسة الأستاذ شاهين دبكة، الذي يغامر بفكرة تعليمية جديدة تختلف تمامًا عن الأساليب التقليدية السائدة، ويحاول من خلالها إعادة تشكيل بيئة التعلم بما يتناسب مع احتياجات الطلاب المتنوعة؛ حيث تتوزع الشخصية الرئيسية بين عدة طلاب يمثلون حالات مختلفة. يبدأ بكشف شخصية فيصل الأحمري المعروف بـ «زياد»، العائد من الولايات المتحدة بعد قضائه وقتًا مع والده البحثي في رسالة الدكتوراه، مرورًا ببيزيد الموسى الطالب «سعيد» المجتهد في تصحيح أخطائه والتوبة عن أفعاله السابقة التي شهدت سرقة، وصولًا إلى الطالب «مازن» سعيد القحطاني الذي يعاني من مشاكل سلوكية عدوانية متعددة وتورط في مشاجرات متكررة مع أقرانه.
لا يقتصر تصوير الفيلم على الجانب التعليمي فقط، بل يعرض أيضًا تطورات شخصية مهنية لمدير الفصل شاهين، حيث يواجه تحديات وضغوطًا مستمرة من أخيه الذي يعمل معه ويطالب بتحقيق إنجازات سريعة، مهددًا بإغلاق الفصل إن لم تحصد هذه المبادرة ثمارها في وقت قريب.

دور التربية ودعم المعلّمين في إنجاح تجربة الفصل الشرعي في «فخر السويدي»

تسلط قصة الفيلم الضوء على الأثر الكبير الذي يلعبه المعلّمون في دعم مسيرة التعليم داخل الفصل الشرعي، حيث تتجسد شخصية الأستاذ ياسين، مدرس التربية الرياضية، الذي يعتمد على أساليب تربوية ذكية للتعامل مع الطالب مازن العدواني، من خلال تشجيعه على ممارسة الرياضة لتحويل طاقته السلبية إلى نشاطات بنّاءة تساهم في تقويم سلوكه. يبرز الفيلم أهمية التنسيق بين إدارة المدرسة والهيئة التدريسية لتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم الجوانب الذهنية والسلوكية للطلاب، ما يسهم في رفع مستوى الوعي الذاتي لديهم وتحفيزهم على تطوير ذاتهم.
يجدر بالذكر أن فيلم «فخر السويدي» لم يكن نتاج مخرج واحد بل تعاون فيه ثلاثة مخرجين؛ هشام فتحي، عبد الله بامجبور، وأسامة صالح، مما أتاح تنوعًا فنيًا ثريًا، خاصة أن الفيلم انطلق كمسلسل درامي على منصة إلكترونية قبل أن يتحول إلى عمل سينمائي متكامل، ما أثرى التجربة الإخراجية وأضفى عمقًا على السرد القصصي.

ردود الأفعال والتحديات الفنية في فيلم «فخر السويدي» وأهمية الكوميديا التربوية

عبّر المخرج والمنتج المنفذ أسامة صالح عن رضاه عن جودة العمل التي ظهرت على الشاشة، مشيرًا إلى أن تعدد المخرجين ساعد في إثراء الفيلم بعد منح كل منهم فرصة لإضافة لمساته الإبداعية، وسط تحضيرات استمرت أكثر من عامين لإخراج أداء متقن أمام الكاميرا. استحوذت العمليات الفنية أثناء المونتاج على التركيز الكامل على الأحداث المتعلقة بالأستاذ شاهين وطلابه باعتبارها الخط الدرامي الأساسي.
يعود الفضل في فكرة الفيلم إلى الكاتب يزيد الموسى الذي استلهمها من تجاربه الواقعية مع الطلاب في بيئة المدرسة، حيث يرصد الفيلم تفاعلاته المختلفة معهم ويبرِز الدور الحاسم للتربية في توجيه المسارات التربوية وتنمية وعي الطلاب، مع تقديم نقد إيجابي وبرؤية متفائلة للجهود المبذولة في المجال التربوي.
وفي النقد، أشار الناقد السعودي أحمد العياد إلى أن دمج الكوميديا بعناصر الفيلم كان اختيارًا موفقًا لمراعاة طبيعة القضايا الاجتماعية المطروحة، كما ركزت الكوميديا على تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة داخل المجتمع، لكنّه أبدى تحفظه على طول مدة الفيلم الذي تجاوز 130 دقيقة، معتبرًا أنها مفرطة بالنسبة لفيلم كوميدي كان من الأفضل أن تكون مدته أقصر حوالي 90 دقيقة لزيادة سرعة الإيقاع، ومع ذلك، أشاد بالأداء التمثيلي المتقن الذي نجح في إضحاك الجمهور بشكل ذكي وراقي بعيدًا عن الابتذال.

• تأسيس الفصل الشرعي كخيار تربوي مبتكر في ثانوية السويدي
• مواجهة مدير المدرسة شاهين تحديات إدارية وشخصية كبيرة
• تنوع الحالات الطلابية وجهود التصحيح والسلوك الإيجابي
• تعاون المعلمين ودور التربية في خلق بيئة تعليمية مثالية
• إنتاج الفيلم والعمل الجماعي لثلاثة مخرجين قدموا تجربة متعددة الأبعاد
• الردود النقدية مع تركيز خاص على الكوميديا والمدة الزمنية