تحدي المواهب.. انطلاق مسابقة جامعية سعودية ومؤتمر لبناني يناقش تحول مفهوم «الحدود»

تراجع العديد من الأفراد في مجتمعاتنا عن استهلاك الأخبار يطرح تساؤلات حول أثر صناعة الأخبار على الصحة النفسية، إذ يرى البعض أن تأثيرات صناعة الأخبار السلبية تفوق الفوائد بشكل واضح؛ خاصة مع تصاعد وتيرة الأخبار المقلقة والأحداث السلبية التي تُعرض يوميًا. هذا الاتجاه يثير نقاشات حادة حول دور الإعلام وما يحمله من تأثير مباشر على شعور الجمهور وحتى مواقف صانعي القرار السياسي.

تأثير استهلاك الأخبار على الصحة النفسية: قراءة في آراء رولف دوبيلي

يعد رولف دوبيلي، الكاتب السويسري صاحب كتاب «توقف عن قراءة الأخبار»، من أبرز من ساهموا في طرح فكرة الابتعاد عن الأخبار لتفادي تأثيراتها الضارة على الصحة النفسية، إذ يعتبر أن الرقمنة قلبت الأخبار من وسيلة ترفيه بسيطة إلى أداة مدمرة تستهدف صحة الأفراد النفسية بشكل مباشر، محذرًا من الخطورة التي تنطوي عليها الاستغراق في متابعة الأخبار بشكل متواصل. يؤكد دوبيلي أن التقليل من استهلاك الأخبار لا يشكل تضحية، بل هو مكافأة ستمنح الأفراد وقتًا أكبر وتركيزًا على الأمور التي تُسعدهم وتُفيدهم بالفعل؛ ما يفتح أمامهم نافذة لحياة أكثر هدوءًا وحكمة.

التحديات التي تواجه صناعة الأخبار في ظل التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي

تشير التقارير الصادرة عن معهد رويترز للصحافة في 2024 و2025 إلى تراجع الصحافة التقليدية والتحول السريع نحو الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تبرز ظاهرة صعود تيك توك والمؤثرين الصحفيين، في مقابل بعض المنصات التي شهدت تراجعًا. وتتصاعد المخاوف بشأن تأثيرات الذكاء الاصطناعي، والأخبار الكاذبة، وخطاب الكراهية، وتضليل الجمهور، مما يزيد العبء على الإعلام ليظل لاعبًا مسؤولًا ضمن منظومة متشابكة. في ظل هذه الظروف، لا يمكن تحميل الإعلام المسؤولية الوحيدة عن تراجع المجتمعات أو الحالة النفسية المتردية، ولكنه بالتأكيد يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على سلامة المحتوى وأخلاقيات العرض.

صناعة الأخبار الأخلاقية ودورها في مواجهة التضليل الإعلامي وتأمين محتوى موثوق

يظل الإعلام ضرورة لا يمكن التخلي عنها، خصوصًا في ظل انتشار الصحافة السوداء والإعلام الصفراء ووفرة المحتوى المضلل عبر منصات التواصل الاجتماعي. يقع على عاتق صناع المحتوى مسؤولية إنتاج الأخبار بالمعايير الأخلاقية الدقيقة، مع مراعاة التحقق والدقة، وحماية الجمهور من الوقوع فريسة للمعلومات المغلوطة. إن دور الإعلام الحقيقي يكمن في تسليح الجمهور بأدوات الفهم والتدقيق وليس فقط في نقل الأخبار، ما يعزز من وعي العامة ويقي المجتمعات من التفكك الناتج عن التضليل.

  • التحقق من مصادر الأخبار قبل النشر هو أساس العمل الإعلامي الصحيح
  • تطوير مهارات الصحفيين في مجال الإعلام الإيجابي وصحافة الحلول يعزز من الفائدة المجتمعية
  • التركيز على عرض الحقائق والقصص التي تحمل مضامين إيجابية وموجهة للتغيير البناء
  • مواجهة الأخبار الكاذبة بخطط واستراتيجيات واضحة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي

يبقى الإعلام حجر الزاوية في صناعة الوعي، وله القدرة على التأثير الجوهري إذا ما انتُج بمنهجية واعية ومسؤولة تحترم عقول وأحاسيس الجمهور، عوضًا عن التركيز فقط على إثارة المشاعر السلبية. في ظل هذا الدور تصبح صناعة الأخبار الإيجابية أدوات فعالة لتعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي، وتحقيق التوازن المطلوب بين نقل الواقع بكل تجلياته ودعم الصحة النفسية للأفراد داخل المجتمع.