الاختيار الصعب.. كيف تضغط المدارس على الأسر لفرض البكالوريا بدل الثانوية العامة؟

نظام الثانوية العامة بين الإصرار على البكالوريا وحق أولياء الأمور في الاختيار

معاناة أولياء الأمور في تسجيل أبنائهم على نظام الثانوية العامة بدلاً من البكالوريا الجديدة تتزايد بشكل يومي في بعض المدارس، إذ تواجه الأسر رفضاً واضحاً وإصراراً غير مبرر من المدارس التي تبرر موقفها بوجود تعليمات من وزارة التربية والتعليم تُلزم بتسجيل الطلاب على نظام البكالوريا فقط.

أزمة تسجيل الطلاب على نظام الثانوية العامة في ظل تعليمات البكالوريا

تحدث والد طالبة من إدارة الهرم التعليمية بالجيزة، حيث أفاد بقيامه بتسليم ملف ابنته للمدرسة لكنه تعرض لموقف رفض قسري واستمرار إصرار المدرسة على تسجيل ابنته بنظام البكالوريا فقط، رغم رغبته الواضحة في تسجيلها على نظام الثانوية العامة. هذا التضييق أثار قلق أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم أمام اختيارات مُجحفة تفرضها بعض المدارس، مما يخلق حالة من الإحباط والتوتر لدى الأسر التي ترى أن نظام الثانوية العامة هو الأنسب لقدرات أبنائهم، خاصة أن الثانوية العامة تعتمد على سنة دراسية واحدة هي الصف الثالث الثانوي، ما يجعلها خياراً مفضلاً لديهم مقارنة بنظام البكالوريا الذي يمتد لثلاث سنوات.

مطالب أولياء الأمور بالحماية وضمان حرية اختيار نظام الثانوية العامة

يرى أولياء الأمور ضرورة تدخل وزارة التربية والتعليم لوقف هذه الممارسات التي تثبط رغبة الأسر في اختيار النظام الذي يلائم أبنائهم، مؤكدين على أهمية إحداث نظام إلكتروني مُمَكّن يُتيح التنسيق والاختيار بين نظامي الثانوية العامة والبكالوريا بشكل شفاف، بعيداً عن أي تدخلات أو ضغوط من المدارس، بحيث يتم إعداد قوائم الطلاب بشكل مدقق ومميكن. ويشيرون إلى أن الرفض الحالي لاستلام الملفات ودفع الأهل نحو البكالوريا يفتقر إلى المبرر، خاصة وأنهم لا يعارضون منظومة البكالوريا ولكن ينادون بحقهم في تسجيل أبنائهم على الثانوية العامة لما لها من مميزات خاصة، ومنها قصر مدتها على سنة دراسية واحدة، بالإضافة إلى أنها تتمتع بمواصفات تعليمية تناسب قدرات العديد من الطلاب.

• ضرورة إلغاء أي إجبار للطالب على الانضمام إلى مسار معين
• تنفيذ التنسيق الإلكتروني المعتمد والحصري بين النظامين
• إصدار تعليمات صارمة من الوزارة لوقف رفض استلام الملفات
• ضمان اختيار الطالب وأولياء أموره للنظام الأنسب له

تأكيدات وزارة التربية والتعليم حول النظامين وحقوق الطالب

أكدت وزارة التربية والتعليم أن الالتحاق بنظام البكالوريا هو مسار اختياري يُمكن للطالب اختياره بنفسه دون أي إكراه، ولا يجوز إجبار أي طالب على نظام معين. كما نصت التعديلات الجديدة في قانون التعليم في المادة 37 مكرراً على أن نظام البكالوريا مجاني واختياري، ويُقدم لمن أنهى مرحلة التعليم الأساسي، مع منع التحويل منه أو إليه خلال سنوات الدراسة، كما أن مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات، ويمنح الطالب شهادة تعادل شهادة إتمام دراسة الثانوية العامة بعد الانتهاء.

ويصدر مجلس الوزراء قرارًا بقواعد الترخيص لتشغيل نظام البكالوريا في المدارس الخاصة، بينما تحدد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، القواعد المنظمة لقبول الطلاب بهذا النظام لضمان تنظيمه بشكل عادل يراعي حقوق الطلاب وأولياء الأمور.

تبقى حرية اختيار نظام الثانوية العامة أو البكالوريا حقاً أساسياً لأولياء الأمور والطلاب، وهو ما يجب أن تكون الوزارة حريصة على تأمينه، عبر تنظيم وضبط آليات التسجيل وتوفير بيئة تعليمية عادلة لا تستثني أو تلزم على نظام دون آخر، مما يضمن فرص تحقيق أفضل النتائج لأبنائنا وبناتنا.