العطش الصامت.. كيف يؤثر الصيف على صحة كبار السن بطريقة خطيرة؟

العطش الخفي لدى كبار السن في الصيف يشكل تحدياً صحياً كبيراً يصعب إدراكه بسهولة، إذ يقل إحساس هذه الفئة الحيوية بالعطش رغم الحاجة الملحة لترطيب الجسم في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، ما يعرضهم لخطر الجفاف الذي قد يقود إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يُتخذ التدابير اللازمة للحماية منه.

لماذا يشعر كبار السن بالعطش بشكل أقل في فصل الصيف؟

تشير الأبحاث الطبية إلى أن الإحساس بالعطش يقل تدريجياً مع التقدم في العمر نتيجة تغيرات فسيولوجية دقيقة تحدث في الجسم، حيث تصبح مستقبلات العطش في الدماغ أقل حساسية، فلا ترسل إشارات واضحة تدفع كبار السن إلى شرب الماء بانتظام. هذا الانخفاض في الإحساس بالعطش يجعلهم أكثر عرضة للجفاف، خاصة في الصيف حيث تزداد معدلات فقدان السوائل من خلال التعرق والتنفس، مما يتطلب وعيًا أكبر من الطواقم الطبية والأسرية.

مخاطر العطش الخفي لدى كبار السن في الصيف وتأثيراته الصحية

الجفاف عند كبار السن لا يقتصر على الإحساس بالعطش فقط، بل يمتد ليشمل أعراضاً معقدة مثل جفاف الفم، انخفاض ضغط الدم، الشعور بالإرهاق، فقدان التركيز والدوار الذي قد يتسبب في الإغماء. الأوضاع الصحية المزمنة التي يعاني منها الكثير منهم، بالإضافة إلى الأدوية المتعددة التي يتناولونها، تزيد من خطر الإصابة بالجفاف ومضاعفاته، ما يحتم متابعة دقيقة لحالتهم الصحية خلال أشهر الصيف الحارة.

طرق فعالة للوقاية من العطش الخفي لدى كبار السن في الصيف

الوقاية من الجفاف ضرورية جداً لكبار السن، لذلك يجب اتباع عدة خطوات بانتظام لضمان ترطيب أجسامهم حتى وإن لم يشعروا بالعطش بوضوح:

  • شرب الماء بانتظام: تشجيع كبار السن على تناول السوائل بشكل منتظم بغض النظر عن الشعور بالعطش يحميهم من الجفاف.
  • توفير بيئة مناسبة: الحرص على وجودهم في أماكن باردة أو جيدة التهوية يقلل من فقدان السوائل ويحافظ على درجة حرارة الجسم.
  • تناول الأطعمة الغنية بالماء: تضمين الفواكه والخضروات مثل الخيار والبطيخ في وجباتهم اليومية يزيد من الترطيب الطبيعي.
  • المراقبة الصحية المستمرة: متابعة نشاطهم البدني والحالة الصحية تساعد في اكتشاف أي علامات مبكرة للجفاف أو الإرهاق.

العطش الخفي لدى كبار السن في الصيف يتطلب اهتماماً متزايداً من الأسرة والمجتمع؛ إذ لا ينبّه هذا الشعور بوضوح إلى الخطر الذي يهدد صحتهم خلال موجات الحر المتكررة. وبهذا، يصبح دعم كبار السن بالوعي والمراقبة والحماية من الجفاف ضرورة ملحة، فالحفاظ على ترطيب أجسامهم ليس أمراً اختيارياً، بل هو حماية حقيقية تمنع المضاعفات الصحية وتحافظ على نوعية حياتهم خلال فصول الصيف الحارة.