خطر أقل.. الأنظمة النباتية تحارب السرطان بأنواعه المختلفة

الأنظمة الغذائية النباتية تقلل خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان بشكل ملحوظ، وفقًا لواحدة من أوسع الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن الأشخاص الذين يتبعون الحميات الخالية من اللحوم أقل عرضة للإصابة بعدة أنواع من السرطان مقارنة بآكلي اللحوم؛ حيث تم تسجيل هذه النتائج بعد متابعة مدى قرابة ثماني سنوات لمجموعة كبيرة من المشاركين النباتيين في الولايات المتحدة وكندا.

دراسة معمقة تثبت أن الأنظمة الغذائية النباتية تقلل خطر الإصابة بالسرطان

شملت الدراسة نحو 80 ألف مشارك من أعضاء كنيسة «السبتيين» في أميركا الشمالية، الذين يتبع كثير منهم نمط حياة نباتيًا، وتم تتبع حالتهم الصحية بدقة على مدار فترة تقارب 8 سنوات، دون وجود أي تاريخ للإصابة بالسرطان عند انطلاق البحث. تم تسجيل جميع تفاصيل أنماطهم الغذائية ومراقبة صحتهم بعناية مستمرة، مما أتاح رصد تأثير النظام النباتي على معدلات الإصابة بالسرطان بوضوح. جاءت النتائج لتؤكد أن النباتيين لديهم انخفاض بنسبة 12% في خطر الإصابة بالسرطان مقارنة بآكلي اللحوم، مع ملاحظات بارزة في أنواع معينة من السرطان.

تأثير الأنظمة الغذائية النباتية على معدلات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة

كانت أبرز الانخفاضات التي سجلتها الدراسة مرتبطة بأنواع السرطان التالية:

• سرطان القولون والمستقيم بانخفاض يصل إلى 21%
• سرطانات الجهاز اللمفي مثل الليمفوما بانخفاض 25%
• سرطان المعدة بنسبة تراجع تصل إلى 45%

وقد لوحظ أن النباتيين الذين يمتنعون تمامًا عن المنتجات الحيوانية يقل لديهم خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 24% مقارنة بآكلي اللحوم، بما في ذلك انخفاض ملحوظ في حالات سرطان الثدي وسرطان البروستاتا لدى الرجال الأصغر عمرًا؛ في حين أن النباتيين الذين يستهلكون الألبان والبيض سجلوا تراجعًا في بعض أنواع سرطانات الدم، بينما ارتبط النظام النباتي الذي يحتوي على الأسماك بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

العوامل المؤثرة ووجهات نظر الباحثين في أهمية الأنظمة الغذائية النباتية

لم ترتبط الفروق في معدلات الإصابة بين النباتيين وآكلي اللحوم بالنظام الغذائي فقط، إذ كان النباتيون أكثر نحافة نسبيًا، وأقل تدخينًا واستهلاكًا للكحول، أكثر نشاطًا رياضيًا، وأعلى مستوى تعليميًا، مع انخفاض استخدامهم للعلاجات الهرمونية البديلة أو موانع الحمل الفموية؛ ورغم الأخذ بهذه العوامل في الاعتبار، يصعب تحديد مدى تأثير النظام الغذائي وحده بشكل منفصل على النتائج.

وأكد الباحثون أن الأنظمة الغذائية النباتية لا تمثل حلاً سحريًا، لكنها توفر حماية واقعية ضد عدة أنواع من السرطان مع مخاطر ضئيلة، مما يجعلها خيارًا مهمًا يُضاف إلى استراتيجيات الوقاية الصحية. وقد أشار خبراء مستقلون إلى أن انخفاض معدلات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي بين النباتيين كان متوقعًا نظرًا لتغذيتهم الغنية بالألياف والفواكه والخضراوات، إلا أنهم أبدوا دهشتهم من تأثير النظام النباتي على سرطان الثدي والبروستاتا، الذي لم يكن واضحًا في الدراسات السابقة.

تُعد هذه الدراسة من بين القلائل عالميًا التي تابعت أعدادًا كبيرة من النباتيين لفترة طويلة، مما يعزز الأدلة العلمية الداعمة لفوائد الأنظمة الغذائية النباتية في خفض فرص الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، وبناء نمط حياة صحي أكثر توازنًا وأقل عرضة للمخاطر.