حرارة 45.. موجة حر استثنائية تهز 6 دول عربية وتغير معالم الطقس بشكل غير مسبوق

الظاهرة الجوية الاستثنائية في المنطقة العربية التي تجمع بين أمطار رعدية غزيرة ودرجات حرارة مرتفعة تصل إلى 45 درجة مئوية تمثل تحدياً مناخياً جديداً يطال ست دول عربية في آن واحد؛ إذ لا يقتصر الأمر على موجات حر شديدة فقط، بل يشمل أيضاً هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح عاتية وعواصف رعدية، مما يعكس التأثير المتزايد للتغيرات المناخية العالمية على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التباين المناخي الحاد وأثر الظاهرة الجوية الاستثنائية في الجزائر

تتصدر الجزائر قائمة الدول التي تعاني من الظاهرة الجوية الاستثنائية التي تتميز بتناقض مناخي شديد، حيث تشهد البلاد تقلبات غير مسبوقة بين الأمطار الغزيرة والحرارة الشديدة؛ فالولايات الجنوبية مثل تمنراست، برج باجي مختار، جانت، وإن قزام تستقبل أمطاراً رعدية غزيرة بينما تعاني المناطق الشمالية موجة حر تجاوزت 44 درجة مئوية في مدن مثل عين تيموشنت، وهران، مستغانم، تيبازة، العاصمة وبومرداس. يصل ارتفاع درجات الحرارة في ولايات المعسكر، غليزان، الشلف، عين الدفلى، والبليدة إلى 45 درجة مئوية، متزامناً مع سقوط أمطار غزيرة في مناطق أخرى من البلاد، ما يعكس تباين مناخياً استثنائياً في شدته يضاعف من تحديات التكيف المناخي في الجزائر.

توضح المعطيات أن:

• ولايات الجنوب تستقبل كميات كبيرة من الأمطار الرعدية المترافقة مع رياح قوية
• شمال الجزائر يشهد حرارة قاسية تتجاوز 44 درجة مئوية
• ارتفاع درجات الحرارة يتزامن مع هطول أمطار غزيرة، مشكلاً نمط تناقض مناخي مستمر

الظاهرة الجوية الاستثنائية وتأثيراتها في السودان والمملكة العربية السعودية

سجل السودان حالات مشابهة من الظاهرة الجوية الاستثنائية، حيث أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرات من أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية في عدة ولايات، نتيجة استمرار تدفق منخفض الهند الموسمي الممتد على مساحات واسعة من البلاد؛ بينما تزامنت هذه الحالة مع ارتفاع درجات الحرارة في مناطق أخرى من السودان، مما يزيد من التباين المناخي الحاد في البلاد.

في المملكة العربية السعودية، تستمر الأمطار الرعدية المتوسطة إلى الغزيرة على مناطق متعددة منها جازان، عسير، الباحة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، الشرقية، ونجران، بالتزامن مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في مناطق مختلفة، ما يعزز نمط التناقض المناخي الحاد ذاته الذي يطغى على المنطقة، مما يجلب تحديات إضافية للقطاعات الاقتصادية والبيئية.

تفسير الظاهرة الجوية الاستثنائية والتدابير الوقائية اللازمة

تعود الظاهرة الجوية الاستثنائية التي تجمع بين الأمطار الرعدية الغزيرة والحرارة المرتفعة في آن واحد إلى تداخل عدة عوامل مناخية، منها تأثير منخفض الهند الموسمي المستمر، نشاط الفاصل المداري، إضافة إلى التغيرات المناخية العالمية التي تؤدي إلى زيادة حدة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة؛ وهو ما يؤكده خبراء الأرصاد الجوية الذين يتوقعون استمرار تعاظم هذه التغيرات في المستقبل مع تفاقم أزمة التغير المناخي.

من هذا المنطلق، شددت الجهات المختصة على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية التالية لضمان سلامة السكان في المناطق المتأثرة:

• الحذر الشديد في المناطق المنخفضة المعرضة لخطر الفيضانات والسيول
• تجنب التواجد في أماكن تجمع المياه ومجاري السيول خلال هطول الأمطار
• متابعة النشرات الجوية الرسمية بشكل مستمر للحصول على أحدث التحذيرات والتوصيات

تُبرز هذه الظاهرة الجوية الاستثنائية مدى تعقيد وتداخل عوامل المناخ المتغير في المنطقة العربية، وتفرض على الحكومات والمواطنين الاستعداد الدائم والتكيف مع الظروف المناخية المتناقضة التي قد أصبحت أكثر شدة وتكراراً، ما يستدعي تنسيقاً أكبر في مواجهة تأثيراتها السلبية على البيئة والمجتمع