استيراد النفط.. الهند تعيد تشغيل استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية بعد توقف مؤقت

الهند تستأنف استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية بعد توقف مؤقت نتيجة التحديات المالية والتنظيمية المرتبطة بالعقوبات الغربية؛ حيث قامت شركات التكرير الحكومية مثل “إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم” بالعودة إلى التعاقد على شحنات الخام الروسي بعد التوصل إلى حلول مثل استخدام عملات بديلة والدفع عبر قنوات مصرفية غير خاضعة للعقوبات الأمركية والأوروبية.

الهند تستأنف استيراد النفط الروسي رغم الضغوط الدولية المتزايدة

تمكنت الهند من استئناف استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية بالرغم من الضغوط الغربية المكثفة التي تشجع نيودلهي على تقليل اعتمادها على خام موسكو بسبب الصراع في أوكرانيا؛ إذ تظل العلاقات الاستراتيجية بين الهند وروسيا قوية في قطاع الطاقة، خصوصًا أن النفط الروسي يقدم أسعارًا تنافسية وفرصًا دائمة للإمداد تلبي طلب السوق المحلية. وأكد مصدر رسمي في وزارة النفط والغاز الطبيعي الهندية أن استعادة عمليات الاستيراد جاءت بعد استكمال الترتيبات الفنية والمالية اللازمة، مشددًا على حرص الهند على الموازنة بين مصالحها الاقتصادية ومتطلبات الأمن الطاقي.

تأثير استئناف الهند لاستيراد النفط الروسي على سوق الطاقة المحلي

شهدت واردات الهند من النفط الروسي ارتفاعًا ملحوظًا منذ مطلع 2022؛ حيث ارتفعت حصة روسيا لتصبح ضمن أكبر موردين النفط إلى الهند بعدما كانت في مراكز أقل قبل الأزمة الأوكرانية. وتشير التقديرات إلى أن النفط الروسي يمثل حوالي 40% من إجمالي واردات الهند من الخام في عام 2023. يتميز النفط الروسي مثل خام “أورال” بخصومات تصل إلى 20% مقارنة بالرخام المستورد من الشرق الأوسط أو أفريقيا، مما يجعله خيارًا جذابًا اقتصاديًا في ظل ارتفاع الأسعار العالمية. يأتي هذا الاستئناف في ظل حالة توتر مستمرة في الأسواق العالمية؛ حيث يشهد العرض تقلبات بسبب تخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف “أوبك+”، مع تذبذب أسعار النفط فوق مستوى 85 دولارًا للبرميل.

السبل المالية والقنوات المصرفية البديلة لاستيراد النفط الروسي

نجحت الهند في استئناف استيراد النفط الروسي من خلال اعتماد تسويات مالية مبتكرة، تضمنت:

• استخدام عملات أجنبية غير الدولار في عمليات الدفع
• الاعتماد على قنوات مصرفية لا تخضع للعقوبات الأميركية والأوروبية
• تنظيم إجراءات معقدة للتوافق مع الإطار القانوني الدولي

وقد كان لهذه الخطوات دور كبير في تجاوز العراقيل التي واجهتها شركات التكرير الحكومية مثل “إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم”، الأمر الذي سمح بعودة التدفقات النفطية الروسية عبر المصافي الهندية وذلك لتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية وضمان استقرار إمدادات الطاقة.

يعكس استئناف الهند استيراد النفط الروسي عبر مصافيها الحكومية مدى ارتفاع أهمية النفط الروسي في مزيج الطاقة الهندي؛ حيث توفر الأسعار المخفضة وثقة موسكو في توفير كميات طويلة الأمد إمكانيات لتلبية الاحتياجات الهندية المتنامية مع تقلبات الأسواق العالمية المستمرة، ما يجعل من النفط الروسي عنصرًا استراتيجيًا لا غنى عنه رغم التحديات والضغوط الدولية.