سيميوني الجديد.. كيف يغير مدرب أتلتيكو مدريد مصير النادي؟

أتلتيكو اليوم كهيئة يتفوّق على أتلتيكو كفريق، هكذا استهلّ تشولو سيميوني نقاشه الواسع قبيل مواجهة إسبانيول؛ حيث يعبر عن واقع الفارق بين بنية النادي المتنامية والأداء المتراجع على أرض الملعب. المدرب الأرجنتيني، الذي وضع الأساس لآلة لا تعرف التوقف في بداياته، يرى أن الفريق أصبح الآن في حالة ركود رغم تدفق النجوم وتوقيع العقود الضخمة واحتفاظ النادي بأبرز لاعبيه. هذه الظاهرة تدفعنا للتمعن في كيف أصبح أتلتيكو اليوم كهيئة كيان متجدد على المستوى الإداري والتنموي، فيما يبقى الأداء الجماعي متوقفًا عند حدود معينة.

تطور أتلتيكو اليوم كهيئة بين البنية التحتية والنمو المؤسسي

النمو الذي شهده نادي أتلتيكو مدريد في الآونة الأخيرة صار جليًا لكل من يزور متروبوليتانو؛ حيث تم إضافة مقاهي ومطاعم ومتجر رسمي إضافة إلى أنشطة ترفيهية متنوعة تحيط بالمجمع الرياضي. هذه الإضافات تعكس كيف أن أتلتيكو اليوم كهيئة تتفوق على مفهوم الفريق نفسه باعتمادها على استراتيجية توسعية تهدف إلى تعزيز العلاقة مع الجماهير وتوفير تجربة متكاملة لا تقتصر على المباريات فقط. المشاريع المستقبلية المعلن عنها تحمل تصورات واسعة تشمل بناء مدينة رياضية ملاصقة، ملعب جولف، ومركز لأمواج ركوب الأمواج. ما تقدمه الإدارة اليوم هو دليل على رؤية مستقبلية تضع النادي على طريق النمو المتسارع والتطور المؤسسي بعيدًا عن حدود الكرة فقط.

الفروقات بين أتلتيكو اليوم كهيئة وأتلتيكو كفريق في عهد سيميوني

رغم التوسع الباهر على صعيد النادي، إلا أن أتلتيكو اليوم كهيئة يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في الأداء على أرض الملعب الذي يبدو جامدًا مقارنة بفترة ما قبل عشرة أعوام عندما كانت النجاحات تتوالى تحت قيادة سيميوني. كان أتلتيكو ذلك الوقت يعتمد على لاعبين مثل ميراندّا، جودين، تياغو، غابي، إلى جانب دييغو كوستا وأردا توران، حيث شكلوا فريقًا صلبًا لا يُقهَر بأسلوب لعب صعب وفعال حرم الخصوم من قلب النتيجة بسهولة بعد تسجيل هدف أول. أما اليوم، فيتكرر فقدان النقاط أمام فرق أقل تصنيفًا مثل ليغانيس وخيتافي ولاس بالماس، بالرغم من أن الحضور المنتظم في دوري أبطال أوروبا لا يزال هدفًا يتحقق باستمرار. هذا التناقض بين النمو الإداري والتباطؤ الفني يُعد من أبرز التحديات التي تفرض نفسها على أتلتيكو مدريد.

آفاق أتلتيكو اليوم كهيئة وقدرته على تحقيق طموحات الجماهير

الجماهير التي تأقلمت مع الصورة الحديثة للنادي، تطمح اليوم إلى أكثر من مجرد حضور دوري الأبطال سنويًا؛ إذ تطالب بألقاب محلية وأداء يناسب حجم النادي الذي نما بشكل مذهل. الوصول إلى نهائي كأس ملك إسبانيا وعودة كوكه لتولي قيادة الفريق في نبتونو، يمثلان مطالب عينها لعشاق الروخيبلانكوس الذين يرون في هذا الهيكل القادر على جذب المواهب والحفاظ على النجوم، بُعدًا جديدًا للنادي خارج إسبانيا مع استعدادات لفعاليات كبرى مثل ليلة الترحيب وأول حضور كامل أمام إيليش. قائمة أتلتيكو Madrid المتجددة تظهر في شكلها التالي:

  • الاحتفاظ بالنجوم الأساسيين للموسم الحالي
  • جذب لاعبي الدوري الإنجليزي المميزين
  • توسيع نشاطات النادي خارج الملعب والحدود الوطنية
  • التخطيط لبناء منشآت رياضية وترفيهية متطورة

يظل الفرق متوقفًا تقنيًا وعامليًا، فيما تستمر البنية التحتية والتوجه المؤسسي في التطور؛ وهذا التباين يعكس طبيعة التحدي الحقيقي الذي يواجه أتلتيكو مدريد في سعيه لإعادة نفسه إلى القمة على المستويين الفني والإداري، ليجسد بذلك واقع أتلتيكو اليوم كهيئة تضاهي أو تتفوق على أتلتيكو كفريق في ذروته.