تراجع النفط.. تحولات كبرى مع جهود إنهاء حرب أوكرانيا وارتباك الأسواق العالمية

تراجعت أسعار النفط وسط تقييم المتعاملين لاحتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد تكثيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساعيه لعقد قمة بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي عقب سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى؛ حيث هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7% ليُسوى قرب 62 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام برنت بنسبة 1.2% ليُسوى عند حوالي 66 دولاراً للبرميل، ومن المتوقع أن يفتح أي اتفاق سلام الباب أمام تخفيف قيود صادرات النفط الروسي رغم استمرار موسكو في تدفقات الخام منذ بداية الصراع.

تراجع أسعار النفط مع توقعات اجتماع بوتين وزيلينسكي المرتقب

دفع مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعقد اجتماع مباشر بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي عبر سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى إلى تراجع أسعار النفط، حيث اتصل ترمب بالرئيس الروسي وحثّ على الشروع بوضع خطط لعقد قمة مباشرة مع الرئيس الأوكراني، بعد مباحثاته مع الأخير في البيت الأبيض يوم الاثنين؛ موضحاً لشبكة “فوكس نيوز” أن المرونة يجب أن تتحلى بها كل من روسيا وأوكرانيا في المفاوضات المقبلة. وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 10% خلال عام 2023 بسبب المخاوف من تأثير السياسات التجارية الأميركية واحتمال ارتفاع المعروض النفطي مع عودة تحالف “أوبك+” لتزويد السوق بكميات إضافية، ولا تزال تداعيات المحادثات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا غير واضحة حتى الآن. كما عاد وزير الخزانة سكوت بيسنت للتأكيد على احتمال فرض رسوم جمركية جديدة على الهند بسبب اشتراك هذه الدولة في شراء النفط الروسي.

قال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في “بي أو كيه فاينانشال سيكيوريتيز”: “يميل المتعاملون في السوق إلى توقع تخفيف العقوبات على روسيا، ولكن الاحتمالات كافة لا تزال قائمة؛ لذا فإن انعكاس ذلك على الأسعار يتم ببطء” مضيفاً: “التوقعات لهذا الأسبوع تبدو أكثر إيجابية مقارنة بالأسابيع الماضية”.

استمرار الهجمات والصراعات وتأثيرها على أسعار النفط

على الرغم من الجهود الدبلوماسية المتجددة، ما تزال الهجمات متبادلة بين الجانبين الروسي والأوكراني، حيث أعلنت أوكرانيا عن شن هجوم جديد على شبكة أنابيب النفط الروسية “دروجبا” يوم الاثنين، ما أدى إلى توقف طريق رئيسي لإمدادات النفط إلى وسط أوروبا، بينما أفادت كييف بأن روسيا استهدفت مصفاة نفط محلية مساء نفس اليوم. هذه التطورات الأمنية تؤثر على مشهد السوق، إذ ظلت أسعار النفط تتحرك ضمن نطاق ضيق نتيجة انخفاض أحجام التداول خلال فصل الصيف واستمرار المحاولات لإنهاء النزاع.

في هذا السياق، شهدت بعض المؤشرات في السوق نشاطاً متزايداً خلال شهر أغسطس، خاصة في منطقة ساحل الخليج الأميركي، حيث سجلت شحنات الخام من أعلى العلاوات السعرية منذ شهور، مما يعكس احتمال زيادة التصدير خلال الأسابيع القادمة. وفي الوقت نفسه، يتداول الخام الأميركي بأكبر خصم سعري مقارنة بخام برنت منذ أبريل الماضي، وهو عامل قد يدفع إلى توجيه المزيد من الشحنات نحو الأسواق الخارجية.

تحليل حركة أسعار النفط وتأثيرها على صادرات الخام الروسي والأميركي

تأثرت أسعار النفط بحركة السوق المرتبطة بفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، خاصة مع احتمالية تخفيف العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسي، وهو ما قد يغير قواعد اللعبة في المعروض العالمي. رغم استمرار موسكو في تصدير الخام بشكل كبير منذ اندلاع الحرب، إلا أن أي اتفاق سلام محتمل قد يسمح برفع القيود جزئياً، ما قد يؤدي إلى زيادة المعروض وخفض الأسعار.

فيما يلي جدول يوضح أسعار خام غرب تكساس الوسيط وبرنت خلال الفترة الأخيرة:

تنعكس هذه التغيرات أيضاً على حركة صادرات النفط الأميركي، حيث تشير العلاوات السعرية المرتفعة في ساحل الخليج الأميركي إلى زيادة في إمدادات التصدير، إلى جانب خصم سعر الخام الأميركي أمام خام برنت الذي يسهل إيصال الكميات إلى الخارج، وهو ما يزيد من التنافسية في السوق العالمية.

• تراجع أسعار النفط وسط توقعات تخفيف العقوبات على روسيا
• محادثات وترتيبات قمة محتملة بين بوتين وزيلينسكي بدعم من ترمب
• استمرار الهجمات وتأثيرها على شبكات وأنابيب النفط الروسية والأوكرانية
• نشاط متزايد في شحنات النفط الأميركية وتأثيره على السوق الدولي