تراجع كبير.. أسعار البلاديوم تتأثر بالتطورات الأخيرة للحرب الروسية الأوكرانية

بيتكوين والإيثريوم يشهدان تراجعًا حادًا مع توقعات متقلبة للسوق وسط الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة

تراجع بيتكوين والإيثريوم وتأثير المخاوف الاقتصادية على السوق

شهدت أسواق العملات المشفرة بداية أسبوع متوترة، حيث أدت المخاوف الاقتصادية الكلية المتزايدة إلى عمليات بيع قسرية تجاوزت 530 مليون دولار من المراكز الطويلة، ما انعكس على تراجع بيتكوين والإيثريوم بشكل واضح. فقد انخفضت قيمة بيتكوين بنسبة 1.1% لتسجل 116,394.87 دولارًا، بعد وصولها الأسبوع الماضي لأعلى مستوى على الإطلاق عند 124,496 دولارًا، وهو الرقم القياسي الرابع خلال هذا العام، مع وصولها إلى أدنى مستوى يومي قدره 114,706 دولارًا خلال جلسات التداول. أما الإيثريوم فقد سجل تراجعًا بنسبة 2.5% ليصل إلى 4,354 دولارًا، عقب اقترابه من مستواه القياسي السابق عند حوالي 4,800 دولار. جاء هذا الهبوط في أعقاب صدور بيانات التضخم الصناعي لشهر يوليو، التي جاءت أعلى من التوقعات، مما أثار شكوكًا حول إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال شهر سبتمبر المقبل، وأدى إلى موجة جني أرباح وتصفيات واسعة في السوق، مما زاد من ضغوط الهبوط.

تصريحات المسؤولين وتأثيرها على ثقة المستثمرين في بيتكوين والإيثريوم

عمّق تشديد وزارة الخزانة الأميركية على الاحتياطي الاستراتيجي من بيتكوين خيبة أمل المستثمرين، حيث أشار سكوت بيسنت، وزير الخزانة، إلى أن الحيازات الحكومية سترتبط فقط بعملات بيتكوين المصادرة، بدلًا من شراء جديد، في سياق البحث عن وسائل “محايدة ماليًا” لتعزيز الأصول. وترتب على ذلك هبوط أوسع في الأسواق؛ حيث انخفضت قيمة العملات الرقمية الكبيرة ومنها بيتكوين والإيثريوم ضمن مؤشر CoinDesk 20 بنسبة 1.2%. وعبرت الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة عن تقلبات حادة؛ إذ هبط سهم Bitmine Immersion بنسبة 5.4% وأسهم بورصة Bullish بنسبة 8.9% بعد دخولها السوق حديثًا، بينما شهدت أسهم Coinbase وGalaxy Digital ارتفاعات بنسب 1% و2.2% على التوالي. ويتابع المتداولون باهتمام ندوات الاحتياطي الفيدرالي المنتظرة في جاكسون هول، وايومنغ، ورؤية مؤشرات السياسة النقدية القادمة، إضافة إلى متابعة بيانات طلبات إعانة البطالة التي تُتوقع يوم الخميس. وقد شكّل اختبار بيتكوين والإيثريوم لأعلى مستوياتهما الأسبوع الماضي مفاجأة، حيث كان كثير من المتداولين يتوقعون تراجعًا موسميًا في أغسطس بدافع المخاوف الاقتصادية التي قد تضعف قوة تبني العملات الرقمية على المستوى المؤسسي.

تحركات السوق وسط المخاطر الجيوسياسية وتوقعات الأسعار لبيتكوين والإيثريوم

على الرغم من تسجيل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) للبيتكوين والإيثريوم خروج صافي تدفقات يوم الجمعة، فإنها أغلقت الأسبوع بتدفقات داخلية قياسية، حيث بلغ صافي التدفقات 547 مليون دولار لبيتكوين و2.9 مليار دولار لإيثريوم، مسجلة استمرار التدفق الإيجابي للأسبوع الرابع عشر على التوالي. ولا تزال بيتكوين تتحرك بدون تغير كبير منذ بداية الشهر، مقابل ارتفاع الإيثريوم بنسبة 15%، وهذا يعكس استمرار الدعم القوي من صناديق الاستثمار والشركات الكبرى التي تستثمر بكثافة عند المستويات السعرية المنخفضة، لا سيما بعد أن استغلت شركات خزانة مثل Metaplanet وStrategy الفرصة لإضافة 1,185 بيتكوين خلال جلسة تداول الاثنين، وسط تقلبات ضمنية منخفضة تشي بعدم توقع السوق لحركات سعرية حادة في الوقت الراهن. وأشار محللو QCP Capital إلى احتمالية استمرار حالة التداول العرضي، حيث تميل الانخفاضات نحو 112 ألف دولار لجذب المشترين، في المقابل تميل الارتفاعات إلى 120 ألف دولار لتتعرض لضغوط بيع، على أن يتغير هذا السيناريو بعد خطاب جيروم باول الأسبوع الجاري. وتجدر الإشارة إلى بيانات CryptoQuant التي بينت أن أرباح وخسائر حاملي بيتكوين على المدى الطويل قوية لكنها بوتيرة أقل مقارنة بدورات سابقة، ما يشير إلى أن المستثمرين يحتفظون بأصولهم قرب أعلى مستوياتها التاريخية مع ضغوط بيع تتحكم بها السوق.

العملة السعر الحالي نسبة التراجع المستوى القياسي السابق
بيتكوين 116,394.87 دولار 1.1% 124,496 دولار
إيثريوم 4,354 دولارًا 2.5% 4,800 دولار
  • ارتفاع التضخم الصناعي دفع إلى تخوفات من عدم خفض الفائدة في سبتمبر
  • تصريحات وزير الخزانة الأمريكي حدت من تفاؤل المستثمرين تجاه احتياطي بيتكوين
  • جلسة جاكسون هول تحدد اتجاه السياسة النقدية والتداول في العملات الرقمية
  • شركات الاستثمار تستثمر عند انخفاض الأسعار مستفيدة من التقلبات المحدودة

رغم التراجع الحاد، تظهر مؤشرات بيتكوين تراجعًا في قوة الزخم عند مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 44 وهو أقل من المستوى المحايد، بجانب تقاطع سلبي في مؤشر الماكد (MACD) يشير إلى مزيد من الهبوط المحتمل في الأمد القصير. وإذا أغلقت بيتكوين دون المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا عند 115,046 دولارًا، فقد تواصل خسائرها نحو دعم عند 111,980 دولارًا، لكن دعمًا حول هذا المتوسط وإغلاق فوق 116,000 دولار يمكن أن يعيد احتمالات التعافي نحو مستوى 120 ألف دولار، وهو مستوى نفسي هام يتابعه المستثمرون عن كثب. كل هذه العوامل تجعل وضع بيتكوين والإيثريوم حاليًا متشابكًا بين فرص التصحيح والاستقرار في ظل تقلبات السوق المتقدمة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة، الأمر الذي يتطلب متابعة دقيقة للتطورات القادمة في الأسواق العالمية والسياسات النقدية.