عودة مفاجئة.. “مسبار الأمل” يكشف لغز السحب الليلية الغامضة على المريخ

الصور الكاملة للسحب الليلية على الكوكب الأحمر مقدمة من “مسبار الأمل” الإماراتي فتحت آفاقًا جديدة لفهم ديناميكيات الغلاف الجوي للمريخ، وخاصةً نماذج مناخ المريخ التي تعتمد على هذه البيانات الحيوية، إذ كان رصد السحب في المريخ مقتصرًا خلال ساعات النهار فقط، مما ترك فجوة كبيرة في معرفة تطور السحب الليلية وتأثيرها على المناخ. يمثل هذا الإنجاز خطوة تحويلية في دراسة الطقس المريخي عبر 24 ساعة كاملة.

أهمية الصور الكاملة للسحب الليلية في تعزيز نماذج مناخ المريخ

رصد السحب المريخية ليلاً ظل محدودًا لأكثر من عقدين، فقد كانت معظم البعثات مثل «مارس إكسبريس» منذ 2003 تركز على مراقبة السحب تحت ضوء الشمس، مما حجب فهمًا دقيقًا لديناميكيات الغلاف الجوي ليلاً، وعرقل بناء صورة شاملة لدورة الطقس على المريخ. ساعدت بيانات “مسبار الأمل” التي انطلقت في 2021 في سد هذه الفجوة، إذ أتاحت صورًا ليلية فريدة أظهرت تباينًا كبيرًا في كثافة السحب الليلية مقارنة بنظيرتها النهارية. تُعد هذه الصور الكاملة للسحب الليلية حجر الأساس لتحسين نماذج مناخ المريخ، إذ تقدم رؤية أعمق في كيفية تشكل السحب وتأثيرها في توازن الطاقة ودرجات الحرارة، وهو أمر لم يكن متاحًا من قبل.

دور “مسبار الأمل” واستراتيجيات رصد السحب الليلية في فهم نماذج مناخ المريخ

تم تصميم مهمة “مسبار الأمل” بدقة عالية لاستكشاف المريخ طوال اليوم، حيث يسمح المدار الإهليلجي والزاوية المنخفضة للمسبار برصد الكوكب في جميع خطوط العرض والطول، مما يحقق تغطية شبه عالمية للسحب. يمتلك المسبار جهاز مطياف الإمارات للأشعة تحت الحمراء (EMIRS) الذي يلتقط كيفية انتشار وامتصاص الأشعة تحت الحمراء من قبل سحب الجليد المائي، وهو ما يساعد في قياس العمق البصري للسحب عبر اليوم، خصوصًا فترة الليل التي كانت غامضة سابقًا. أتاح هذا النهج للباحثين رسم أول خريطة شاملة لسلوك السحب الليلية، مما يعزز فهم تركيب الغلاف الجوي وديناميكيته على الكوكب الأحمر.

تأثير بيانات السحب الليلية على نمذجة المناخ والاستعداد للبعثات المستقبلية

تكشف الصور الكاملة للسحب الليلية عن نمط معقد لتشكّل السحب، حيث تزداد كثافتها في الصباح الباكر وأواخر المساء، مع تراجعها عند الظهيرة، ويشير ذلك إلى تأثير يومي واضح على حركة السحب يشبه أنماط الطقس على الأرض. خلال موسم البرد حول خط الاستواء، يزداد تركيز هذه السحب بشكل خاص بعد شروق الشمس وفي ساعات المساء المتأخرة، مع توزيع أوسع عبر خطوط العرض المنخفضة. أبرزت الدراسة أيضًا تكوّن السحب بكثافة فوق منطقة ثارسيس البركانية، التي تمثل مركزًا لتجمع سحب الصباح، حيث تؤثر الخصائص الجيولوجية والنشاط البركاني في تكوين هذه السحب بشكل فريد. تسهم هذه البيانات، التي توضح سُمك السحب وتوزيعها عبر أوقات مختلفة، في تحسين دقة النماذج المناخية، مما يساعد العلماء على التنبؤ بتغيرات الطقس ومعرفة مدى صلاحية المريخ للسكن، خاصة مع ترقب مهام استكشافية قادمة، إذ تُعتبر معرفة سلوك السحب الليلية ضرورية لتصميم مركبات جوالة وهبوط تتحمل التغيرات الحرارية الشديدة التي تشهدها البيئة المريخية.

  • رصد السحب على مدار 24 ساعة بفضل مدار مسبار الأمل المميز
  • استخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء (EMIRS) لرصد سحب جليد الماء
  • رسم أول خريطة شاملة للسحب الليلية وتعزيز فهم ديناميكيات الغلاف الجوي
  • تحليل أنماط تكوّن السحب وتأثيرها في توازن حرارة المريخ
  • توفير بيانات دقيقة لتحسين نماذج مناخ المريخ والتخطيط للبعثات المستقبلية
الفترة الزمنية سلوك السحب
الصباح الباكر زيادة كثافة السحب، خاصة فوق منطقة ثارسيس البركانية
الظهيرة انخفاض ملحوظ في تكوّن السحب
أواخر المساء تكثيف السحب وتوسع التوزيع عبر خطوط العرض المنخفضة