قفزة جديدة.. تعرف على أكبر الدول المنتجة للمعادن الأرضية النادرة

المعادن الأرضية النادرة أصبحت من العناصر الأساسية في الصناعة الحديثة، حيث تدخل بشكل كبير في مجالات الطاقة المتجددة، بطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات المتطورة؛ ما جعلها محور خلاف تجاري وتقني بين واشنطن وبكين.

ما هي المعادن الأرضية النادرة وأهميتها في الصناعة الحديثة؟

المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً طبيعياً تشمل 15 عنصراً من سلسلة اللانثانيدات، بالإضافة إلى الإيتريوم والسكانديوم، وتُستخرج من خلال التعدين في مناجم مفتوحة أو من التربة والرواسب المعدنية. هذه المعادن تتميز بخصائص فريدة تجعلها ضرورية في تصنيع مكونات الطاقة المتجددة، خاصة بطاريات السيارات الكهربائية التي تعتمد عليها الصناعات الحديثة بقوة. وعلاوة على ذلك، تُستخدم المعادن الأرضية النادرة في إنتاج المغناطيسات القوية والإلكترونيات المتقدمة، مما يزيد من الطلب العالمي عليها بشكل مستمر.

الإنتاج العالمي وأبرز الدول المنتجة للمعادن الأرضية النادرة

وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وصل الإنتاج العالمي لهذه المعادن إلى 390 ألف طن متري عام 2024، مسجلاً ارتفاعًا مقارنةً بـ 376 ألف طن في العام السابق، ويعود ذلك لزيادة نشاط التعدين والمعالجة في دول مثل الصين ونيجيريا وتايلاند. الصين تسيطر بصورة كبيرة على الإنتاج العالمي بحصة تبلغ 68.55%، تليها الولايات المتحدة بنسبة 11.4%، ثم ميانمار بنسبة تقارب 7.85%، بينما تبقى الدول الأخرى مثل أستراليا وتايلاند ونيجيريا ضمن نسب أقل.

الدولة الإنتاج (ألف طن) الحصة من الإنتاج العالمي (%)
الصين 270.0 68.55
الولايات المتحدة 45.0 11.40
ميانمار 31.0 7.85
أستراليا 13.0 3.30
تايلاند 13.0 3.30
نيجيريا 13.0 3.30
الهند 2.9 0.75
روسيا 2.5 0.65
مدغشقر 2.0 0.50
الدول الأخرى 1.55 0.40

السيطرة الصينية على المعادن الأرضية النادرة وتأثيرها في النزاعات التجارية

تُعد الصين أكبر منتج وممتلك لاحتياطات المعادن الأرضية النادرة حول العالم، بحجم احتياطي يقدر بحوالي 44 مليون طن؛ ما يمثل نحو نصف إجمالي الاحتياطيات المؤكدة البالغة أكثر من 90 مليون طن على المستوى العالمي، مما منحها موقعًا استراتيجيًا مميزًا في هذا المجال الحيوي.

استخدمت الصين هذه الهيمنة في المعادن الأرضية النادرة كسلاح ضاغط خلال النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث فرضت في أبريل قيودًا صارمة على تصدير المعادن الحرجة والمغناطيسات وسط تصاعد التوترات التجارية بين البلدين. هذه الإجراءات أثرت بشكل مباشر على شركات الغرب، لا سيما في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، حيث واجهت شركات مثل “فورد” نقصاً في المواد الأولية الضرورية لصناعة البطاريات، مما أدى لتعطيل بعض مصانعها في أمريكا خلال يونيو الماضي.

لاحقًا، خففت الصين تلك القيود تزامنًا مع تحسن العلاقات التجارية والتوصل إلى هدنة جمركية مؤقتة مع واشنطن، في محاولة لتجنب المزيد من الضرر الصناعي والاقتصادي.

  • المعادن الأرضية النادرة تشمل 17 عنصرًا رئيسيًا
  • الإنتاج العالمي ارتفع إلى 390 ألف طن متري في 2024
  • الصين تسيطر على أكثر من 68% من الإنتاج العالمي
  • الاحتياطيات العالمية تصل لأكثر من 90 مليون طن، والنصيب الأكبر للصين
  • النزاعات التجارية استخدمت المعادن كأداة ضغط بين واشنطن وبكين

تأتي المعادن الأرضية النادرة اليوم في قلب التحديات الاقتصادية والتقنية العالمية، حيث أصبحت المواد الخام الأساسية لهذه المعادن نقطة التقاء مصالح دولية وصراعات استراتيجية، مما يضع أهمية هذه الموارد في مكانة لا تقل عن النفط أو الغاز، بل ربما تفوقهما في سياق الثورة الصناعية الحديثة والتوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة والتقنيات المتطورة.