تراجع ملحوظ.. انخفاض غير مسبوق في أسعار صرف الدولار بالعراق

سعر صرف الدولار في العراق اليوم يشهد تراجعًا ملحوظًا نتيجة تذبذب الأسواق المحلية، حيث تراجعت قيمة الدولار مقابل الدينار في بورصتي الكفاح والحارثية، مما يعكس تأثير الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتغيرة، فضلاً عن الجهود الحكومية المستمرة للسيطرة على السوق الموازية والتحكم في أسعار العملة الأجنبية.

تراجع سعر صرف الدولار في العراق وتأثير بورصات الكفاح والحارثية على السوق المحلية

بدأت بورصتا الكفاح والحارثية جلساتهما الصباحية اليوم بمعدلات منخفضة لسعر صرف الدولار الأمريكي، حيث سجل السعر 140,600 دينار مقابل كل 100 دولار، وهو ما يظهر الحالة المتقلبة للأسواق المالية في العراق؛ جاء هذا الانخفاض بعد عدة محاولات من البنك المركزي والحكومة لضبط الأسواق المالية وتقييد السوق الموازية، إلا أن سعر صرف الدولار في العراق لا يزال يعاني من تغيرات مستمرة تؤثر على استقرار الاقتصاد الوطني وتوقعات المستثمرين بشكل مباشر.

دور محال الصيرفة في تحديد سعر صرف الدولار في العراق وأسعار البيع والشراء الحالية

شهدت محال الصيرفة انخفاضًا في أسعار البيع والشراء للدولار حيث بلغ سعر البيع 141,500 دينار لكل 100 دولار، في حين سجل سعر الشراء 139,500 دينار مقابل 100 دولار، وهو ما يعكس توجهات السوق وتحولات العرض والطلب على العملة الأجنبية بشكل واضح؛ ويعد الفارق بين سعر البيع والشراء مؤشراً حيوياً على حالة السوق الموازية التي تحكم حركة سعر صرف الدولار في العراق، فهذه المحال تُعتبر المقياس الفعلي للقيمة الحقيقية للدولار في الأسواق المحلية مثل بورصتي الكفاح والحارثية.

السياسات الحكومية وتأثيرها على استقرار سعر صرف الدولار في العراق والتحديات الراهنة

أصدر مجلس الوزراء العراقي قرارًا في السابع من فبراير 2022، يقضي بتثبيت سعر صرف الدولار الرسمي عند 1320 دينار للدولار الواحد، بهدف ضبط الأسواق والسيطرة على التقلبات المالية، لكن رغم ذلك فإن سعر صرف الدولار في العراق لم يستقر بسبب تحديات تواجه البنك المركزي والحكومة في مكافحة السوق الموازية؛ إذ قام البنك المركزي بإطلاق منصة إلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي “سويفت” (SWIFT) لتعزيز الشفافية وتحسين حركة التدفقات المالية، غير أن هذه الخطوات لم تحقق الاستقرار المتوقع بعد.
تكمن التحديات التي تعيق استقرار سعر صرف الدولار في العراق في عدة عوامل رئيسية هي:

• تذبذب المتغيرات السياسية والأمنية التي تؤثر بشكل مباشر على ثقة السوق.
• زيادة طلب العملة الأجنبية في السوق السوداء بشكل مستمر.
• المعوقات في فرض رقابة فعالة على التحويلات المالية الدولية.
• التقلبات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على سعر العملة المحلية.

يبقى سعر صرف الدولار في العراق حساسًا للغاية ويتأثر بشكل مباشر بالسياسات المالية وقوى العرض والطلب، مما يستدعي مراقبة مستمرة وتدخلات حثيثة من الجهات المسؤولة لضمان استقرار العملة ودعم الاقتصاد الوطني في ظل هذه التحديات المستمرة.