قمة البيت الأبيض.. ارتفاع مفاجئ في سعر الدولار بعد لقاء أوكرانيا

ارتفع سعر الدولار بشكل طفيف أمام العملات الرئيسية الثلاثاء، مع متابعة الأسواق العالمية بنتائج قمة البيت الأبيض المتعلقة بأوكرانيا، وتوقعات تحركات سعر الفائدة خلال الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ حيث سجل مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.192، عقب تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدعم الأمريكي لضمان أمن أوكرانيا في أي اتفاق لإنهاء الصراع مع روسيا.

توقعات زيادة طلب الدولار وسط حالة الحذر العالمي

تشير تحليلات الأسواق إلى زيادة الطلب على الدولار في ظل حالة الحذر التي تسود الأسواق حاليًا، وسط دراسة المتعاملين لتداعيات الأوضاع في أسواق الطاقة العالمية؛ فقد أوضحت تينا تينغ، المحللة المستقلة في أوكلاند، أن الدولار يشهد ارتفاعاً مقابل العملات الأخرى رغم الأجواء المتوترة. بشر طوكيو، مدير فرع ستيت ستريت، إلى أن الدولار يُعتبر ملاذًا آمنًا مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق يضمن تحمل الدول الأوروبية عبء نفقات الدفاع، فإن اليورو والجنيه الإسترليني قد يتراجعا لصالح الدولار، مما سيزيد من قوة الطلب عليه وربما يقود إلى ارتفاعه المستمر. وقد أكد هذا الدعم الأمريكي لزيلينسكي كونه نقطة محورية لتعزيز دور الدولار في الأسواق.

الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ودورها في تحركات الدولار

تنتظر الأسواق بفارغ الصبر مؤشرات الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تحمل مؤشرات حاسمة لمسار أسعار الفائدة في الفترة المقبلة؛ حيث من المتوقع أن يسلط جيروم باول، رئيس المجلس، الضوء على التقييم الاقتصادي الحالي وسياسة البنك المرتقبة. وفي وقت يترقب فيه المستثمرون هذه التصريحات، استقر اليورو عند 1.1656 دولار منخفضًا بنسبة طفيفة تبلغ 0.04% خلال التعاملات الآسيوية، في حين خسر الجنيه الإسترليني جزءًا من مكاسبه المسجلة سابقًا ليصل إلى 1.3501 دولار، أقل مستوى له ضمن نطاق تداول الأسبوع الماضي. أما اليوان الصيني، فقد شهد تقلبات أمام الدولار؛ إذ عاد الدولار للارتفاع عند 7.135 يوان لكل دولار، مع مرونة قواعد البنك المركزي الصيني التي تسمح بتحرك اليوان بنسبة 2% فوق أو تحت السعر المرجعي يوميًّا.

تراجع العملات الرقمية وسط تحركات الدولار والعملات التقليدية

تلك التحركات في سوق العملات التقليدية تأتي بالتوازي مع توجه مختلف في العملات الرقمية؛ فقد عكس سوق العملات الرقمية الاتجاه الصاعد للدولار، حيث انخفضت عملة بتكوين بنسبة 1.3% لليوم الثالث على التوالي بعد تسجيلها مستوى قياسي الأسبوع الماضي، كما تراجعت عملة إيثر بنسبة 2.9% مستمرة في خسائرها لليوم الثاني على التوالي. تعكس هذه التذبذبات بوضوح تغير المزاج الاستثماري وعدم اليقين الذي يطغى على الأسواق العالمية أمام الأحداث السياسية والاقتصادية الراهنة.

يمكن تلخيص العوامل التي تدعم الطلب على الدولار الرئيسية كما يلي:

• التوترات الجيوسياسية المستمرة وتأثيرها على ملاذات الاستثمار.
• نتائج قمة البيت الأبيض وتأثيرها على أمن أوكرانيا وتوقعات الاستقرار الإقليمي.
• انتظار قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
• تراجع أداء العملات المنافسة مثل اليورو والجنيه الإسترليني في الأسواق العالمية.

هذه العوامل مجتمعة تعزز موقف الدولار كعملة رئيسية يفضلها المستثمرون في ظل الظروف الراهنة، مع استمرار مراقبة الأسواق لأي مستجدات قد تؤثر في توجهات العملات العالمية مجددًا.