عودة مفاجئة.. “سيلفي” على المريخ يكشف أسرار الكوكب الأحمر (صور)

صور سيلفي بانورامية لسطح المريخ الملتقطة بواسطة مركبة بيرسيفيرانس تفتح آفاقًا جديدة لفهم التضاريس الفريدة للكوكب الأحمر، مع الكشف عن تفاصيل جيولوجية تساعد العلماء على دراسة تاريخ المريخ البيئي بعمق، خصوصًا فيما يتعلق بتكوين الصخور والتموجات الغامضة المنتشرة على سطحه.

صخرة على سطح المريخ تشبه خوذة العصور الوسطى في صور سيلفي بانورامية

في بداية أغسطس الحالي، رصدت مركبة بيرسيفيرانس صخرة غامضة على المريخ، أطلق عليها العلماء اسم “Horneflya”، بفضل شكلها الفريد الذي يشبه الخوذ المعدنية التي كانت تُستخدم في الحروب خلال العصور الوسطى؛ ما أثار نقاشًا واسعًا في الأوساط العلمية لأيام متتالية. وليس فقط مظهر الصخرة الخارجي هو ما جذب الاهتمام، بل أيضًا تركيبها الداخلي الذي يحمل سمات مشابهة تمامًا.
تتكون الصخرة بشكل شبه كامل من كرات دقيقة تعرف بـ “spherules”، وهي مؤشرات على نشاطات بركانية قديمة في المريخ؛ ويرى خبراء مختبر الدفع النفاث (JPL)، أن دراسة بنية هذه الصخرة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تفسير كيفية تطور تضاريس كوكب المريخ عبر مليارات السنين، مما يضيف طبقة جديدة للفهم الجيولوجي للكوكب.

تفاصيل الصور السيلفي البانورامية لسطح المريخ تكشف أنماط وتموجات غامضة

بعد اكتشاف الصخرة الغريبة، التقطت مركبة بيرسيفيرانس سلسلة من الصور السيلفي البانورامية، والتي وُصفت بأنها الأكثر وضوحًا حتى الآن لفهم جيولوجيا وملامح سطح المريخ، حيث أظهرت هذه الصور تضاريس بائدة تتميز بحفظ دقيق، مع ظهور نمط تموجات غامض ينتشر عبر مساحات واسعة من السطح، مما أجبر العلماء على التفكير في أسباب ظهورها.
وفقًا لما ورد في صحيفة “نيويورك بوست”، فإن أسباب ظهور هذه التموجات قد تعود إلى:

• نشاطات الرياح على المريخ وتأثيراتها المستمرة على الناحية السطحية
• عمليات التعرية الطبيعية التي تؤثر في تغيير شكل التضاريس بمرور الوقت
• آثار بيئة مائية سابقة، قد تكون شكلت سطحًا مائيًا قبل ملايين السنين

الأهداف العلمية لالتقاط صور سيلفي بانورامية بواسطة بيرسيفيرانس لسطح المريخ

تُعد صور السيلفي البانورامية التي تلتقطها مركبة بيرسيفيرانس أحد الأهداف العلمية الرئيسة للمهمة؛ إذ تسهم هذه الصور في البحث عن أدلة على وجود حياة قديمة على كوكب المريخ، بالإضافة إلى إبراز إمكاناته المستقبلية كمحطة للاستكشاف البشري وربما الاستيطان في الأزمان القادمة. توفر هذه الصور بيانات دقيقة وثمينة ترصد التطورات البيئية والتاريخية للكوكب الأحمر عبر الزمن، ما يجعلها مفتاحًا لفهم طبيعة هذا الكوكب بشكل أعمق ودراسة قابليته للسكن.