عودة مفاجئة.. معدن جديد على المريخ يكشف أسرار الكوكب الأحمر

هيدروكسيسلفات الحديد (III) على سطح المريخ يمثل اكتشافًا معدنيًا فريدًا لم يُرصد من قبل على كوكبنا أو غيره من الأجرام السماوية، وظهر هذا المعدن في منطقة وادي مارينيريس، ما يُعد نقطة تحول في دراسة الجوانب الجيولوجية لتاريخ الكوكب الأحمر ويزيد فهمنا لتطورات سطحه وتكوينه.

اكتشاف هيدروكسيسلفات الحديد (III) على سطح المريخ وتكوينه البركاني المحتمل

تم الكشف عن هيدروكسيسلفات الحديد (III) الجديد عبر تحليل البيانات الطيفية التي جُمعت بواسطة مهمات استكشاف المريخ، حيث تمكن فريق من معهد SETI من إعادة تصنيع هذا المعدن داخل المختبر باتباع ظروف مماثلة للفضاء عبر استخدام الأكسجين ودرجات الحرارة العالية؛ ما يشير إلى أن أصله البركاني ممكن للغاية، ويضيف هذا الاكتشاف أبعادًا جديدة لفهم البنية الجيولوجية للمريخ ونشاطاته البركانية في الماضي القريب.

دور هيدروكسيسلفات الحديد (III) في الدراسات المعدنية وتعليق الخبير أناتولي نيكولايف

وضح أناتولي نيكولايف، الأستاذ في علم المعادن والليثولوجيا بجامعة كازان الفيدرالية، أن هيدروكسيسلفات الحديد ليست معدناً غير مألوف على الأرض، فهناك أكثر من 5000 معدن معروف، يضم العديد من أنواع الهيدروكسيسلفات؛ إلا أن وجود هيدروكسيسلفات الحديد (III) على المريخ يثري الدراسات الجيولوجية الفلكية، حيث يتميز بلونه الرمادي المصفر الذي يشبه الجبس، ويُستخدم في مجالات عدة مثل الصناعة الكيميائية والزراعة، ما يفتح أفاقًا لفهم التفاعلات الكيميائية المحتملة على الكوكب الأحمر.

التحديات البحثية وتأثير هيدروكسيسلفات الحديد (III) على فهم تاريخ المريخ

يواجه العلماء تحديًا كبيرًا في دراسة هيدروكسيسلفات الحديد (III) يتمثل في تحديد الموقع الدقيق للذرات داخل الشبكة البلورية لهذا المعدن، إذ أن أي تغيير طفيف في الترتيب الذري قد يؤدي إلى خصائص معدنية مختلفة كليًا، مما يجعل من الممكن اعتبار هذا المعدن كشكل جديد غير مكتشف سابقًا. هذا الاكتشاف يدل على نشاطات بركانية مكثفة شهدها المريخ في ماضيه، فيما يدعم النظريات التي تقترح أن الكوكب كان يحتوي على غلاف جوي أكثر كثافة وربما مياه سائلة، الأمر الذي يُسهم في إعادة رسم صورة أشمل عن تطورات سطح المريخ منذ ملايين السنين.

• استخدام البيانات الطيفية في اكتشاف المعادن الفضائية
• تكوين المعادن المختبرية بواسطة معهد SETI لتفسير أصل المعادن على الكواكب
• دور الأساتذة والباحثين في توضيح الخصائص المعدنية المختلفة
• تأثير البنية البلورية على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمعدن
• ربط الاكتشافات الجديدة بالتاريخ الجيولوجي والكوكبي

يرسم اكتشاف هيدروكسيسلفات الحديد (III) على سطح المريخ ملامح دقيقة لنشاطات بركانية ماضية، ويعزز الفرضيات المؤيدة لوجود غلاف جوي أكثر كثافة وربما مياه سائلة في أوقات سابقة، مع الإشارة إلى أن الأرض تكتشف حوالي 150 معدنًا جديدًا سنويًا، مما يدل على حركة مستمرة في عالم المعادن واستمرارية الاكتشافات التي توسع أفق المعرفة حول تركيبة الكواكب وتطورها عبر الزمن