تراجع ملحوظ.. اليورو يتعرض لضغوط قوية وسط ترقب فعاليات جاكسون هول

الدولار الأمريكي يرتفع مدعومًا بصعود عائدات سندات الخزانة طويلة الأجل وسط ترقب السوق لإشارات بشأن خفض أسعار الفائدة الأوروبية، حيث سجل اليورو تراجعًا أمام العملات العالمية في ظل هذه التطورات الاقتصادية الحاسمة.

تأثير صعود عائدات سندات الخزانة على صعود الدولار الأمريكي مقابل اليورو

تواصل العملة الأمريكية تحقيق مكاسب أمام اليورو، في ظل ارتفاع ملحوظ في عائدات سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، ما يعزز من جاذبية الدولار في سوق تداول العملات الأجنبية. فقد شهدت الأسواق مساء الثلاثاء تراجعًا في قيمة اليورو مقابل سلة من العملات العالمية، مستمرًا في خسائره لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار، بفعل الضغوط السلبية الناتجة عن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية. ويُعد هذا الصعود مؤشرًا واضحًا على تفضيل المستثمرين للدولار الأمريكي بعد نشر بيانات قوية تؤكد زيادات في أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة الأمريكية، مما يقلص من فرص خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن تلعب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال منتدى جاكسون هول دورًا مهمًا في تحديد مسار الدولار والأسواق المالية في الأيام القادمة.

تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة الأوروبية وسط استمرار الضغوط التضخمية

في المقابل، يتراجع اليورو بفعل تقلص توقعات خفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو خلال اجتماع سبتمبر القادم للبنك المركزي الأوروبي. تعكس هذه التغيرات المستمرة الضغوط التضخمية الراسخة التي تواجه صانعي السياسة النقدية في أوروبا، والتي تحول دون اتخاذ قرارات تخفيض الفائدة. ووفقاً لمصادر “رويترز”، أعربت أغلبية واضحة في اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأخير عن الرغبة في إبقاء أسعار الفائدة دون تعديل خلال الاجتماع المرتقب، ليكون الأمر الثاني على التوالي. ويتراوح تسعير سوق المال لاحتمالات تخفيض الفائدة الأوروبية بواقع 25 نقطة أساس تحت نسبة 30% حاليًا. ويتابع المستثمرون عن كثب تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في منتدى جاكسون هول لتحديث تصوراتهم حول تحركات السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.

تحليل فني لسعر اليورو مقابل الدولار وتوقعات السوق الحالية

استناداً إلى التحليلات الفنية لسعر صرف اليورو مقابل الدولار، فإن العملة الأوروبية تواجه ضغوطًا سلبية قوية بعد أن كسر اليورو قناته الصاعدة الأخيرة، ما يدل على احتمالية استمرار الاتجاه الهبوطي في المدى القريب. شهد سعر صرف اليورو اليوم تراجعًا بنسبة 0.2% ليستقر عند 1.1639 دولار، مقابل مستوى افتتاح اليوم الذي كان 1.1661 دولار، في حين بلغ أعلى سعر خلال الجلسة 1.1675 دولار. وغلب على تعاملات الاثنين أداء سلبي بنسبة 0.35% أمام الدولار، مما يمثل ثاني يوم خسارة خلال ثلاثة أيام، ويعزى ذلك إلى انخفاض احتمالات خفض الفائدة الأمريكية. وهذا التراجع الفني يأتي متوافقًا مع النظرة السعرية التي تظهر برودة السوق تجاه اليورو وسط حالة الانتظار لتطورات السياسة النقدية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

• صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية يعزز جاذبية الدولار مقابل اليورو
• الضغوط التضخمية الأوروبية تعيق خفض أسعار الفائدة في سبتمبر
• الأسواق تترقب تصريحات لاجارد وباول لزيادة وضوح توجهات السياسات النقدية

يبقى الدولار الأمريكي متماسكًا بفضل ارتفاع عائدات السندات الأمريكية وقوة البيانات الاقتصادية التي تقيد احتمالات خفض سعر الفائدة، في حين يعاني اليورو من ضغوط سلبية أمام العملات العالمية إثر تراجع توقعات تحسن السياسة النقدية الأوروبية؛ وتتجه الأنظار نحو منتدى جاكسون هول الأسبوع الحالي لتوفير دلائل جديدة قد تحدد اتجاهات الأسواق في الفترات المقبلة.