في قصة مذهلة تجسد التطور القانوني والاجتماعي في العصر الحديث، شهدنا حادثة غير مألوفة في عالم التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية. إنها قصة مارك بروسنان، السباك البريطاني الذي تعرض لتمييز على تطبيق الدردشة الشهير “واتساب” بسبب مرضه، وانتهت القصة بمنحه تعويضًا قيمته 130 ألف جنيه إسترليني. دعونا نلقي نظرة على تفاصيل هذه القصة الملفتة.
بدأت القصة عندما بدأ مارك بروسنان البالغ من العمر 60 عامًا في العمل لصالح إحدى الشركات البريطانية في سبتمبر 2016. في فبراير 2020، عانى بروسنان من عودة لآلام في أسفل ظهره، والتي كان قد أصيب بها في العام السابق. تم إجباره على التوقف عن العمل لمدة 15 يومًا بسبب هذه الإصابة.
في مارس 2020، تم استدعاؤه لحضور اجتماع رسمي للغياب عن العمل، وقُدر أنه يمكن أن يعود إلى العمل في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. ومع ذلك، تم تجاهل التوصيات المتعلقة بالتعديلات اللازمة لدمجه مرة أخرى في العمل.
مع مرور الوقت، أصبح بروسنان مكتئبًا بسبب عدم الاستماع إليه بشأن رغبته في العودة إلى العمل، وفي أبريل 2021، أصيب مرة أخرى في أسفل ظهره بعد أن قام بأعمال في مكان ضيق لم يكن مؤهلاً للعمل به.
بعد معاناته من آلام شديدة، تم استدعاؤه لاجتماع آخر في يوليو 2021، وتم استبعاده من محادثة مجموعة العمل على تطبيق واتساب بسبب الغياب المرضي. في نهاية المطاف، استقال بروسنان في ديسمبر من نفس العام بسبب عدم تلقي أي مراسلات من رؤسائه بشأن شكواه.
في الجلسة التي عُقدت أمام قاضية التوظيف سارة جورج، تم التأكيد على أن مدير الشركة أخبر بروسنان أنه لم يتم إضافته إلى محادثة المجموعة بسبب غيابه المرضي، مما يشير إلى أن السبب وراء استبعاده كان غير مبررًا.
نتيجة لذلك، قضت المحكمة بمنح السباك بروسنان تعويضًا بقيمة 134,411 جنيه إسترليني أي ما يعادل 5 مليون جنيه بسبب سلوك الشركة غير المعقول. تم حساب هذا المبلغ على أنه 15,000 جنيه إسترليني كتعويض لإصابة المشاعر، و7,000 جنيه إسترليني كتعويض للإصابة الشخصية، وأكثر من 25,000 جنيه إسترليني كخسائر مستقبلية في الأرباح.
هذه القصة تظهر أهمية تقديم تبرير مشروع لاستبعاد الموظفين من مجموعات الدردشة في تطبيقات التواصل الاجتماعي، حتى لو كانوا غائبين، وتبرز أن القانون يحمي حقوق الموظفين ويعاقب سلوك الشركات غير المنصفة تجاههم. تعكس هذه القصة أيضًا التحولات في علاقة القانون بالتكنولوجيا والتطبيقات الرقمية في حياتنا اليومية.