قرار صادر.. الإمارات تقود دمج اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي لتعزيز وجودها العالمي

الذكاء الاصطناعي في توظيف اللغة العربية ودمجها مع التراث الثقافي أصبح نقطة انطلاق استراتيجية للإمارات في تعزيز تواجدها الإقليمي والعالمي، ليكون بذلك نموذجاً رائداً في استخدام التقنيات الحديثة وتطوير لغتها الوطنية لمواكبة متطلبات المستقبل. مبادرات الإمارات في هذا المجال تتنوع بين النشر والتعليم والمعاجم والمحتوى الإبداعي، بما يعكس حرصها على الحفاظ على أصالة اللغة وتراثها في ظل الطفرة الرقمية.

الذكاء الاصطناعي في تطوير المعجم التاريخي للغة العربية

لطالما شكل الدمج بين الذكاء الاصطناعي واللغة العربية تحدياً كبيراً، لكن الإمارات تجاوزت هذه العقبة عبر إنشاء «المعجم التاريخي للغة العربية»، وهو مشروع ضخم اكتمل عام 2023 في إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة العربية. يوثق المعجم تطور المفردات العربية على مر العصور، ما يجعله مرجعاً لا غنى عنه للباحثين والدارسين. تعتمد هذه المبادرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل وتحويل النصوص القديمة إلى مصادر رقمية حيوية تغني المحتوى الثقافي العربي عبر الإنترنت، ما يبرز قيمة اللغة وأهميتها بين اللغات العالمية.

مشروع المعجم التاريخي للغة العربية بتقنية GPT ودوره في نشر اللغة

أسهم مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية بتقنية GPT» بخطوة نوعية في استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية وانتشارها عالمياً. يوفر المعجم المدعوم بهذه التقنية أكثر من 20 مليون كلمة عربية، ويتيح للمستخدمين كتابة النصوص وقراءتها، بالإضافة إلى تحويلها إلى مقاطع فيديو توعوية وتحليلية، مما يمكّن الباحثين وصانعي المحتوى من الاستفادة من مصدر حي ومتجدد باستمرار. هذا النموذج التفاعلي يُبقي اللغة العربية حية في فضاء رقمياً متسارع التطور، ويُبرز الدور الحيوي لأحدث الابتكارات التقنية في إثراء التراث الثقافي العربي.

دور التعاون بين المؤسسات في تطبيق الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية

على صعيد التعاون، يجمع مشروع المعجم التاريخي بين مجمع اللغة العربية في الشارقة ومركز الإمارات للدراسات والبحوث، ما يعكس تنسيقاً محكماً بين الجهات الحكومية المختصة بتنمية اللغة وتراثها. يشمل التعاون مراحل متعددة تشمل:

  • جمع وتحليل البيانات اللغوية عبر العصور
  • تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لدمج المحتوى بشكله الرقمي
  • إثراء المعجم بمعلومات جديدة وتحديثها بشكل مستمر
  • توفير أدوات تعليمية وأدوات إبداعية للباحثين والطلاب

هذه الشراكة بين المؤسسات تضع الإمارات في صدارة الدول التي تستثمر الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، إضافة إلى توثيق التراث اللغوي في العصر الرقمي بطريقة تجعل من اللغة العربية ركيزة متجددة في المستقبل.

العنصر الوصف
عدد الكلمات في المعجم أكثر من 20 مليون كلمة
التقنية المستخدمة GPT والذكاء الاصطناعي
مكان التنفيذ الشارقة – الإمارات
جهات التنفيذ مجمع اللغة العربية في الشارقة ومركز الإمارات للدراسات والبحوث

لا يقتصر إنجاز الإمارات على التوثيق فقط، بل يشمل تطوير منصات تعليمية وتطبيقات رقمية قائمة على الذكاء الاصطناعي تقدّم تجربة لغوية متكاملة، تدعم المستخدمين في فهم اللغة وتعلمها بطرق مبتكرة، متوافقة مع العصر الرقمي وأدواته التفاعلية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية في مستقبل اللغة العربية.