تدهور بيئي خطير.. “النفايات” تخنق الأنبار والحلول مؤجلة بسبب نقص التمويل

النفايات في الأنبار تتفاقم وتتراكم بشكل خطر في الأحياء والشوارع العامة، مخلفة وراءها روائح كريهة وانتشار الحشرات، وسط استياء واسع من المواطنين الذين يعانون يومياً من آثارها السلبية على صحتهم وجودة حياتهم، بينما تظل الحلول المؤجلة في انتظار دعم وتمويل يحرك عجلة الوضع نحو الأفضل.

تفاقم أزمة النفايات في الأنبار وأسباب تراكمها المستمرة

تشهد مدن الأنبار تزايدًا واضحًا في تكدس النفايات، الأمر الذي فاقم الأزمة وأثر سلبًا على البيئة وسكان المحافظة، خاصة في مدينتي الرمادي والفلوجة؛ حيث أشار مدير بيئة الأنبار قيس ناجح عبيد إلى أن الحكومة المحلية بالتنسيق مع مديرية البلديات وبلديتي الرمادي والفلوجة قامت باختيار مواقع تحويلية لرمي المخلفات الصلبة، تمهيدًا لنقلها إلى مواقع الطمر الصحي النظامية، بعد الحصول على الموافقات البيئية اللازمة من مديرية البيئة، عبر لجان مشتركة تعمل على اعتماد هذه المواقع كمراحل مؤقتة. ومع ذلك، يظل غياب التمويل الكافي لإنشاء مطامر صحية نظامية في كافة الأقضية من أكبر التحديات التي تواجه معالجة أزمة النفايات في الأنبار.

تأثير تراكم النفايات على صحة المواطنين والخطر البيئي في الأنبار

يرى المواطن علي الراوي من الرمادي أن مشاهد تراكم النفايات أمام المنازل والأسواق باتت يومية، والروائح التي تصاحبها أصبحت لا تُحتمل، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل الوضع أكثر سوءًا؛ مضيفًا أن جهود البلديات لجمع بعض النفايات تبقى غير كافية، إذ سرعان ما تعود التلال للظهور خلال يومين، مع معاناة الأطفال الذين يصابون بالأمراض التنفسية والجلدية نتيجة انتشار الذباب والبعوض. يحذر الخبير البيئي عمر سمير من المخاطر الصحية الناتجة عن استمرار أزمة النفايات دون وجود حلول جذرية، موضحًا أن تراكم المخلفات يؤدي إلى انبعاث غازات سامة مثل الميثان وأكسيد الكبريت التي تساهم بزيادة تلوث الهواء، كما أن التخلص العشوائي يهدد المياه الجوفية عبر تسرب العصارة الضارة إلى باطن الأرض، الأمر الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين.

الحلول الممكنة لأزمة النفايات في الأنبار ومتطلبات التغلب على الأزمة

يركز المختصون على أهمية تطوير منظومة الطمر الصحي وفق معايير بيئية صارمة، وإطلاق مشاريع إعادة التدوير، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية فرز النفايات من المصدر، كخطوات رئيسية لمعالجة مشكلة النفايات في الأنبار التي لا يمكن حلها عبر إجراءات ترقيعية فقط. ويبين عمر سمير ضرورة توفير الدعم المالي والفني للبلديات، مع وضع خطط طويلة الأمد ممولة من الحكومة المركزية وبالتنسيق مع المنظمات الدولية. قائمة بأساسيات الحلول تشمل:

  • إنشاء مطامر صحية نظامية في جميع الأقضية
  • إطلاق مشاريع لإعادة التدوير لضمان استدامة الموارد
  • تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية فرز النفايات من المصدر
  • توفير الدعم المالي والفني المستمر للبلديات
  • وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد بدلاً من الحلول المؤقتة

ويُذكر أن مشكلة النفايات في الأنبار ازدادت تعقيدًا بعد تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم داعش عام 2017، حيث دُمّرت البنى التحتية للبلديات وتوقفت مواقع الطمر النظامية، مما زاد العبء على الحكومة المحلية التي وفرت آليات لجمع النفايات، لكن النمو السكاني المتزايد جعل هذه الخطوات غير كافية بدون تمويل كاف يعيد تقديم حلول عملية ومتكاملة.

العامل الوضع في الأنبار
إدارة النفايات مواقع تحويلية مؤقتة بانتظار التمويل
المخاطر الصحية أمراض تنفسية وجلدية مستمرة
الدعم الحكومي نقص التمويل يُعيق حلول مستدامة
المشاركة المجتمعية وضع حلول مستدامة يرتبط بالوعي البيئي