تراجع ملحوظ.. أسباب انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي هذا الأسبوع

انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي في الأسواق المحلية جاء نتيجة مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية الدولية والمحلية التي تؤثر بشكل مباشر على قيمة العملة، وهو ما كشف عنه أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي في 24 نيسان 2025، مؤكداً تراجع الطلب المحلي وغياب الاستقرار الاقتصادي العالمي كأسباب رئيسية لهذا الانخفاض.

تأثير السياسات الأميركية على انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي

أكد نوار السعدي في حديثه أن سبب انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي لا يمكن فصله عن السياق الاقتصادي العالمي الذي يشهد تحولات كبيرة، خاصة مع المؤشرات السلبية التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية. تلك المؤشرات تتمثل في تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي وتراجع مبيعات التجزئة، ما دفع الأسواق لتوقع أن يخفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة، وهو أمر يقلل من جاذبية الدولار كعملة ادخار واستثمار ويضع ضغطاً إضافياً على سعره في الأسواق العالمية.

وأضاف السعدي أن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الإدارة الأميركية، مثل فرض الرسوم الجمركية على سلع متعددة، زادت من تكلفة الاستيراد ورفعت معدلات التضخم، ما أثر سلباً على ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي على المدى المتوسط؛ وهذا ساهم في ضعف الاحتفاظ بالدولار كعملة أساسية في التداولات المالية الدولية. ونوّه إلى أن التحولات العالمية، خاصة الخطوات التي تتخذها دول مجموعة البريكس، لتقليل الاعتماد على الدولار في التبادلات المالية، تُظهر بداية تآكل مركز الدولار الاحتكاري الذي دام لعدة عقود، مع ظهور توازنات مالية جديدة تؤثر على القوة النقدية حول العالم.

الظروف الاقتصادية المحلية ودورها في انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي

أما في العراق، فأشار السعدي إلى أن انخفاض سعر صرف الدولار مؤخراً له علاقة مباشرة بتناقص الطلب المحلي خلال شهر رمضان، حيث يقل النشاط التجاري بشكل ملحوظ ويحد من حركة السفر، ما يؤدي بشكل مؤقت إلى انخفاض الطلب على الدولار. وأوضح أن هذا الانخفاض ليس ظاهرة دائمة، بل من المتوقع أن يعود الدولار للارتفاع عندما تتزايد الأنشطة التجارية مع قرب موسم الاستيراد الصيفي، أو عند ظهور أية معوقات تعيق تدفق العملة الأجنبية إلى السوق العراقية.

ويوضح الجدول التالي تطور أسعار صرف الدولار في بغداد:

آفاق الدولار وتأثير انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي على المستقبل الاقتصادي

يرى الخبير أن ما نراه من انخفاض في سعر صرف الدولار هو انعكاس لمرحلة من القلق وعدم اليقين الاقتصادي أكثر من كونه تحولاً استراتيجياً مستداماً، حيث لا يزال الدولار يحتفظ بمكانته العالمية، لكنه فقد طابعه الحصري كعملة لا منافس لها. يتجه العالم تدريجياً إلى توازنات نقدية جديدة تنشأ عن التعددية القطبية الاقتصادية، وهذا سيسبب تبعات كبيرة على الاقتصادات النامية ومنها العراق.

وللفهم الأفضل للمتغيرات التي تؤثر في انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي، يمكن سرد أهم العوامل المؤثرة في شكل قائمة نقطية:

• تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية
• انخفاض مبيعات التجزئة وتراجع ثقة المستثمرين
• توقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
• فرض الرسوم الجمركية التي رفعت تكاليف الاستيراد وسمت التضخم
• التحولات العالمية وتقليل الدول الكبرى للاعتماد على الدولار في التبادلات
• تراجع الطلب المحلي في العراق خلال شهر رمضان وانخفاض النشاط التجاري
• احتمالية ارتفاع الدولار مع مواسم الاستيراد أو ظهور معوقات في تدفق العملة الأجنبية

بهذا، يظل انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي حالة مؤقتة تبرز تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية المتشابكة داخلياً وعالمياً، ما يفتح الباب لمزيد من التغيرات التي قد تؤثر على مستقبل السوق المالية العراقية بشكل عام.