قفزة جديدة.. هدنة أمريكا والصين تشعل البورصات الأوروبية والأسواق تترقب قنبلة التضخم الأمريكية

الأسهم الأوروبية تشهد مكاسب قوية بفضل هدنة أمريكا والصين وسط ترقب بيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد توجه السياسة النقدية الأمريكية في المرحلة القادمة، مما يعزز التفاؤل في الأسواق بعد تخفيف حدة التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين، وسط مراقبة دقيقة لتطورات مؤشر أسعار المستهلكين وتأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي.

ارتفاع مؤشرات الأسهم الأوروبية بدعم مباشر من هدنة أمريكا والصين

شهدت البورصات الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا لاسيما مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الذي سجل زيادة بنسبة 0.4% حتى الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش، مع صعود أغلب الأسواق المالية إلى المنطقة الخضراء، وهذا جاء وفقًا لما أوردته رويترز. يعود سبب هذا التحسن إلى التفاؤل الذي تخلله المستثمرون عقب إعلان تمديد الهدنة التجارية بين أمريكا والصين، وهو ما أزال الكثير من الغموض والقلق من الأسواق المالية. وبرزت هدنة أمريكا والصين كعامل رئيسي في تعزيز مناخ الاستثمار الأوروبي، وجعل مؤشر ستوكس يتفاعل إيجابيًا مع هذه التطورات، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم المخاطر المرتبطة بالنزاع التجاري القائمة سابقًا.

تفاصيل اتفاق تمديد الهدنة التجارية بين أمريكا والصين وتأثيره على الأسهم الأوروبية

أعلنت الولايات المتحدة والصين عن تمديد هدنة أمريكا والصين التجارية لمدة 90 يومًا إضافية، تهدف إلى تأجيل فرض رسوم جمركية كانت ستصل إلى أكثر من 100% على سلع محددة حتى العاشر من نوفمبر المقبل، في محاولة لامتصاص تصاعد التوترات التجارية بين القوتين. ويُنتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في لقاء رفيع المستوى خلال الأشهر القادمة، بهدف الوصول إلى اتفاق دائم لحل النزاع التجاري المتجدد. وأشار محللون اقتصاديون إلى أن تمديد هدنة أمريكا والصين يعكس رغبة الطرفين في تفادي مزيد من التصعيد الذي قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة مع تباطؤ النمو وتأثر قطاعات مهمة مثل التكنولوجيا والتصنيع. ويُنظر إلى هذا الاتفاق كخطوة إيجابية، لكنه يحمل في طياته تحديات تتطلب تنسيقًا مستمرًا للحفاظ على الاستقرار المالي والأسواق العالمية.

ترقب الأسواق لقنبلة التضخم الأمريكية وتأثيرها على السياسة النقدية الأمريكية والأسهم الأوروبية

تترقب الأسواق العالمية صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة التي تحمل أهمية كبرى للكشف عن تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة على التضخم، خصوصًا وسط محاولات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) لتقييم ما إذا كانت هناك حاجة للاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة أو تعديلها مستقبلًا. هذه البيانات تلقي بظلالها على تحركات الأسهم الأوروبية، حيث أن نتيجة قريبة من التوقعات أو أقل منها قد تدعم استقرار السياسات النقدية، مما يشجع المستثمرين على استثمار المزيد في الأسواق الأوروبية. من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي أي مفاجأة تضخمية إلى حالة من التوتر تؤثر سلبًا على معنويات الأسواق، إذ تُعتبر هدنة أمريكا والصين حاليًا بمثابة عامل تخفيف مهم حتى تصدر هذه البيانات الحاسمة.

متحركات ملحوظة لسوق الأسهم الأوروبية وسط هدنة أمريكا والصين وتجهيزات لقنبلة التضخم الأمريكية

  • سهم يو بي إس (UBS): خسر نحو 0.9%، متأثرًا ببيع أحد المستثمرين الكبار لحصته في البنك، ما شكل ضغطًا مؤقتًا على السهم.
  • سهم سارتوريوس (Sartorius): ارتفع بنسبة 3.6% بعد رفع بنك “جيفريز” تصنيف السهم من “احتفاظ” إلى “شراء”، معبرًا عن توقعات إيجابية تجاه نمو الشركة.
  • سهم فيستاس (Vestas Wind): شهد ارتفاعًا بنسبة 3.5% بعد إعلان تلقي طلبات جديدة في السوق الأمريكية، مما عزز من توقعات أداء قوي في الربع المقبل.
  • سهم سبيراكس ساركو (Spirax Sarco): كان المتصدر بين الأسهم الأوروبية بصعود 16% إثر إعلان نتائج نصف سنوية تجاوزت التوقعات بفضل زيادة الإيرادات.
السهم نسبة التغيير (%) السبب
يو بي إس (UBS) -0.9 بيع حصة من قبل مستثمر كبير
سارتوريوس (Sartorius) +3.6 ترقية توصية البنك
فيستاس (Vestas Wind) +3.5 طلبات جديدة في السوق الأمريكية
سبيراكس ساركو (Spirax Sarco) +16 نتائج تفوقت على التوقعات

يُجمع المحللون على أن أداء الأسهم الأوروبية سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بمدى استمرار وديمومة هدنة أمريكا والصين التجارية، بالإضافة إلى نتائج البيانات الاقتصادية الأمريكية، خصوصًا مؤشر التضخم والنمو الصناعي، اللذين يشكلان مزيجًا يؤثر على اتجاهات البورصات. وفي حال أظهرت المؤشرات مؤشرات إيجابية على انخفاض الضغوط التضخمية وتحسن العلاقات التجارية بين القوتين، فمن المرجح أن تستمر البورصات الأوروبية في تحقيق مكاسب على مدى الأسابيع القادمة، مما يضمن استقرارًا نسبيًا للأسواق في ظل بيئة اقتصادية معقدة ومتشابكة.