قرار صادر.. تحولات تعليمية غير مسبوقة تغير ملامح المناهج والمدارس في المملكة

بدأت وزارة التعليم خطوة نوعية بإدراج منهج الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية، مما يعكس اهتمام المملكة بتطوير النظام التعليمي ومواكبة التطورات التقنية الحديثة، وذلك ضمن حزمة قرارات استراتيجية تهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب وتمكينهم لمواجهة تحديات المستقبل.

خطوات تطوير التعليم من خلال إدراج منهج الذكاء الاصطناعي والجوانب التقنية

أوضح وزير التعليم يوسف البنيان أن إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل التعليم يأتي ضمن جهود شاملة لتحديث المناهج وتطوير البنية التحتية التعليمية، بهدف إعداد الطلاب لفهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيره الواسع في مختلف قطاعات الحياة؛ كما تم اعتماد منهج الأمن السيبراني كخيار في المرحلة الثانوية لتعزيز الوعي بأهمية حماية البيانات في العصر الرقمي، حيث يساهم ذلك في تجهيز جيل قادر على مواجهة المخاطر التقنية المتنامية وحماية النظام التعليمي والمجتمع.

بالإضافة إلى المناهج، شهد القطاع تعليمياً تقليص عدد الإدارات التعليمية إلى 16 فقط عبر المملكة، لتوجيه الموارد بشكل أفضل ورفع كفاءة الأداء الإداري، الأمر الذي يأتي بعد دراسة معمقة لتوزيع المهام واحتياجات مختلف المناطق؛ مع تنفيذ 75 مشروعًا للبنية التحتية بتكلفة تقدر بـ920 مليون ريال، شملت تجديد المباني وتزويد الفصول بأحدث التقنيات، وتعزيز معايير السلامة لتهيئة بيئة مناسبة للتعلم المستمر.

دور الشراكات والبرامج التعليمية في تعزيز كفاءة الطلاب والكوادر التعليمية

ساهم التعاون مع القطاع الخاص في تدشين 120 مدرسة جديدة بنظام البناء والتشغيل، ما يدعم توسيع قاعدة المنشآت التعليمية وتحسين الخدمات المقدمة، الأمر الذي يعكس توجه الوزارة نحو تنويع مصادر التمويل والابتكار في تقديم التعليم؛ وتزيد أعداد الموهوبين بنسبة 10%، حيث افتتحت الوزارة مدارس متخصصة في خمس إدارات تعليمية لتوفير بيئة محفزة لرعاية المواهب وصقل مهاراتهم.

أما عن التعليم المبكر، فشهد التحاق الأطفال من عمر 3 سنوات ارتفاعًا بنسبة كبيرة بلغت 36%، ما يؤكد التوجه نحو تأسيس مبكر قوي يعزز النمو الذهني والاجتماعي للأفراد منذ الصغر؛ وفيما يخص ذوي الإعاقة، استفاد أكثر من 94 ألف طالب وطالبة من برامج الدعم التأهيلية والتعليمية المتكاملة التي تضمن دمجهم بشكل فعّال في المجتمع وتوفر لهم فرصًا متساوية في المراحل التعليمية المختلفة.

تطوير المناهج والكوادر والفرص الاستثمارية في قطاع التعليم بالمملكة

ركز مركز المناهج على تطوير المحتوى التعليمي بإنتاج 27 مقررًا رقميًا جديدًا، وإعادة صياغة 19 كتابًا ودراسة 50 مقررًا بهدف مواكبة أحدث المستجدات العلمية والتقنية، ما يعزز جودة التعليم ويصقل مهارات الطلاب في المعرفة الحديثة؛ كما وفر معهد التطوير المهني أكثر من 520 ألف فرصة تدريب للمعلمين ضمن برامج محلية ودولية، إلى جانب ابتعاث عدد من الكوادر ضمن برنامج الماجستير المهني، سعياً إلى رفع الجودة التعليمية وتمكين المعلمين من اكتساب مهارات متقدمة.

شهدت السنوات الأخيرة إصدار 199 رخصة استثمار أجنبي لشركات تعليمية عالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات المتراكمة في التعليم 50 مليار ريال، مما يؤكد الدور المتزايد للاستثمار في تطوير هذا القطاع الحيوي؛ إلى جانب ذلك، تم ابتعاث نحو 4 آلاف طالب وطالبة للدراسة في أفضل 30 جامعة عالمية، مع استمرارية الابتعاث للعام 2025 بـ938 طالبًا، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الذي يهدف إلى بناء قاعدة معرفية وطنية قوية.

أضاف الوزير موافقة مجلس الوزراء على اعتماد نظام الفصول الدراسية الثلاثة، ما سيعيد توزيع العملية التعليمية على مدار العام الدراسي ويوفر للطلاب وقتًا أكبر لاستيعاب المناهج وممارسة الأنشطة، مع التزام صارم لاختيار المعلمين من خلال اختبارات دقيقة لضمان جودة العملية التعليمية، إذ إن نجاح التعليم مرتبط بشكل وثيق بكفاءة المعلم واستمرارية تطوير مهاراته.

لهذا، فإن إدراج منهج الذكاء الاصطناعي يعكس استجابة المملكة للتحولات السريعة التي يشهدها العالم في مجال التقنية، حيث يتعرف الطلاب على أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، ويُعدون لمستقبل يحتاج إلى فكر مبتكر وقدرات تقنية عالية، مما يسهم في بناء جيل يمتلك الأدوات اللازمة لقيادة التطوير في جميع المجالات التعليمية والعملية.