قرار صادر.. 141 محطة اتصالات لتعزيز التغطية في “مناطق الظل” والشواطئ

شهدت ولاية عنابة هذا الصيف تحسنًا ملحوظًا في جودة الاتصال وتغطية الإنترنت خاصة في المناطق الساحلية النائية، بفضل مشروع تطوير الشبكة الهاتفية النقالة الذي رافقه إطلاق حملات تحسيسية هامة للمصطافين تحميهم من مخاطر الفضاء الرقمي، ما جعل من تجربة الاصطياف في عنابة مختلفة هذا الموسم.

تجربة فريدة لفائدة المصطافين مع تحسينات شبكة الهاتف النقال وخدمات الإنترنت

شهدت عنابة توسعة كبيرة في شبكة الهاتف النقال عبر إنجاز 141 محطة ربط جديدة، منها 64 محطة دخلت الخدمة فعليًا، مما أحدث نقلة نوعية في نوعية الاتصال وتغطية الإنترنت، لاسيما في الشواطئ النائية كالتي في “جنان الباي” التي كانت سابقًا محرومة من أي تغطية. المصطافون أصبحوا قادرين على إجراء مكالمات طارئة، التواصل مع العائلة، وبث لحظات الاستجمام مباشرة عبر الإنترنت عالي التدفق. الميزة الأمنية ارتقت بدورها؛ إذ ساعد الاتصال السريع في الإبلاغ الفوري عن الحوادث، ضياع الأطفال، وساهم في دعم عمل وحدات الحماية المدنية والدرك، ما عزز الشعور بالأمان على طول الشريط الساحلي. هذا التزامن بين تقوية البنية التحتية الرقمية وحملات التوعية، أعاد تعريف مفهوم التواصل للحجاج، حيث تحول الإنترنت من مجرد رفاهية إلى ضرورة حياتية.

حملات توعوية رقمية شاملة لحماية المستخدمين من مخاطر الفضاء الرقمي خلال الاصطياف

في مراكز العطل والترفيه، قامت فرق متخصصة بالتعاون بين مديرية الشباب والرياضة، “اتصالات الجزائر”، “بريد الجزائر” وشركات الهاتف النقال مثل “موبيليس”، بإطلاق حملات توعوية رقمية تستهدف الأطفال والشباب، لتعريفهم بمخاطر سوء استخدام الإنترنت وأساليب الاحتيال الإلكتروني المتزايدة. تضمنت هذه الحملات شروحات مبسطة عن أشكال الاحتيال، كيفية التحقق من مصادر الرسائل، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية، وتفعيل خصائص الأمان، مع ورش تطبيقية لمحاكاة مواقف حقيقية مثل التعامل مع رسائل مشبوهة والابلاغ عنها. كما ركزت على الجانب الإيجابي عند استخدام الإنترنت باعتباره أداة للتعلم وتنمية المهارات، مستعرضة قصص نجاح لأطفال استفادوا منه لتطوير قدراتهم. هذا النمط المتكامل بين التوعية التقنية وبناء الوعي يحمي المجتمع خصوصًا الجيل الصاعد من مخاطر العالم الرقمي.

تطوير وصيانة البنى التحتية في عنابة لضمان سلامة المواطنين وتعزيز استدامة الخدمات

لم يقتصر الاهتمام على تطوير الاتصالات الرقمية فحسب، بل شملت جهود ولاية عنابة تحسين الطرق وتأمين الحماية البيئية، عبر تنفيذ أعمال صيانة جزئية للطريق الوطني رقم “16” بهدف تحسين انسيابية حركة المرور وتفادي الازدحامات الصيفية. تم غلق مقطعين مؤقتًا وتسهيل التحويلات المرورية مع اتخاذ جميع الإجراءات التنظيمية الملائمة. بالموازاة، كثفت محافظة الغابات جهودها الميدانية بتنظيم حملات تحسيسية في المناطق الحدودية مع ولايتي عنابة وسكيكدة، لتوعية السكان بأهمية الوقاية من حرائق الغابات، مشددة على ضرورة الإبلاغ الفوري وتجنب السلوكيات الخطرة. هذا العمل التشاركي مع الهيئات الأمنية والمجتمع المدني يعكس التزام المحافظة بحماية الموارد الطبيعية وضمان استدامتها. إلى جانب ذلك، تواصلت الزيارات الميدانية للجنة التقنية الزراعية لمتابعة مشاريع الفلاحة ودعم المستثمرين، ما يسهم في تعزيز الإنتاج المحلي وخلق فرص العمل، وسط متابعة دقيقة لجودة الإنتاج وفق معايير متخصصة.

المجال الجهة المشرفة المهمات والمميزات
تحسين شبكة الهاتف النقال قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية إنشاء 141 محطة، تحسين التغطية، دعم التدخل الأمني
حملات التوعية الرقمية مديرية الشباب والرياضة و”اتصالات الجزائر” وشركاء توعية ضد الاحتيال الإلكتروني، تشجيع الاستخدام الآمن
صيانة الطرق مديرية الأشغال العمومية صيانة مركزة للطريق الوطني رقم 16، تنظيم حركة المرور
الوقاية من حرائق الغابات محافظة الغابات والتنسيق الأمني حملات تحسيس وتوعية، تنسيق ميداني مكثف، دعم الطوارئ
متابعة الإنتاج الفلاحي لجان تقنية وزراعة مراقبة جودة الإنتاج، دعم المشاريع الاستثمارية، تطوير الثروة الحيوانية

تجسد جهود عنابة هذا الصيف مزيجًا متكاملًا بين تطوير البنية التحتية الرقمية والمادية، مع تعزيز ثقافة السلامة الرقمية والبيئية، ما يؤكد على أن التنمية المستدامة تتطلب عملًا منسقًا يضع الإنسان والبيئة في قلب الاهتمام. هذا التناغم بين التقنية والوعي المجتمعي جعل من موسم الاصطياف نقطة تحول نوعية في حياة الولاية وساهم في توفير تجربة صيفية أكثر أمانًا وتواصلاً لكل الزائرين.