5.2% ارتفاع عالمي في أسعار البن بعد رسوم الاستيراد الأمريكية.. كيف سيؤثر ذلك على السوق المصري؟

ارتفاع أسعار البن عالميًا بنسبة 5.2% بعد فرض الرسوم الأمريكية على واردات البرازيل يعكس تحديات جديدة في سوق البن العالمي، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الارتفاع المتوقع على السوق المصري خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اعتماد مصر الكبير على الاستيراد من الخارج. تتشابك أسباب ارتفاع أسعار البن عالميًا في عوامل اقتصادية وسياسية تلقي بظلالها على الأسواق المحلية.

أسباب ارتفاع أسعار البن عالميًا وتأثير الرسوم الأمريكية

شهدت أسعار البن عالميًا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 5.2% خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث وصلت عقود البن الأمريكية إلى 309 دولارات يوم الجمعة 8 أغسطس 2025، مقارنة بسعر الإغلاق الذي بلغ 293.7 دولارًا في 6 أغسطس 2025. جاء هذا الارتفاع بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية فرض تعريفة جمركية قدرها 50% على واردات البن من البرازيل، أكبر مصدر للبن في العالم. هذا القرار أثار مخاوف كبيرة من اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل رئيسي على حوالي 8 ملايين كيس من البن البرازيلي سنويًا؛ ما يعني أن الزيادة في تكاليف الاستيراد ستؤثر بشكل مباشر على السوق العالمي للبن، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإنتاج البرازيل.

تأثير ارتفاع أسعار البن عالميًا على السوق المحلي في مصر

رغم هذا الارتفاع العالمي اللافت، لم يظهر تأثير ملموس حتى الآن على أسعار البن في السوق المصري، بحسب تصريحات حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية، الذي أكد أن سعر البن “السادة” في مصر مستقر حاليًا ويتراوح بين 500 و520 جنيهًا للكيلو، مع التزام كبير من المتاجر بهذه الأسعار. وأضاف فوزي أن دورة الاستيراد تستغرق بين شهرين إلى ثلاثة، الأمر الذي يؤخر انعكاس أي ارتفاع عالمي على السوق المحلي. وبالتالي، فإن استمرار ارتفاع أسعار البن عالميًا قد يؤدي إلى زيادة في الأسعار محليًا خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا استمرت الضغوط على سلاسل التوريد والرسوم الجمركية.

العوامل المؤثرة في أسعار البن عالميًا وتأثيرها على مصر

يؤثر ارتفاع أسعار البن عالميًا على السوق المصري عبر عاملين رئيسيين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بتكاليف الاستيراد:

  • أسعار البورصة العالمية للبن: أي تغيرات عالمية في الأسعار تؤثر بشكل مباشر على الأسعار في السوق المحلي.
  • سعر الدولار الأمريكي: العامل الأساسي في حساب تكلفة الاستيراد لأن البن مستورد بنسبة كبيرة إلى مصر.

إضافة إلى ذلك، يواجه إنتاج البن العالمي تراجعًا في المساحات المزروعة، نتيجة تحول بعض المزارعين الزراعيين إلى محاصيل أكثر ربحية، وهو ما أدى إلى تقليل حجم المعروض ورفع الأسعار العالمية للبن. تظهر هذه العوامل كيف أصبح السوق العالمي متأثرًا بشكل كبير بتقلبات الإنتاج والقرارات السياسية والتجارية، مما يستوجب تنويع مصادر الاستيراد للحفاظ على استقرار أسعار البن في مصر.

العامل المؤثر التفسير
الرسوم الجمركية الأمريكية فرض تعرفة بنسبة 50% على واردات البن البرازيلي مما يزيد من تكلفة الاستيراد
أسعار البورصة العالمية أي زيادة أو انخفاض في الأسعار العالمية ينعكس على السوق المصري
تراجع مساحات زراعة البن تحول المزارعين لمحاصيل ذات أرباح أعلى أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار
سعر الدولار الأمريكي تحديد تكلفة الاستيراد بشكل مباشر بسبب اعتماد مصر على الاستيراد بالدولار

يشير الارتفاع الحالي في أسعار البن عالميًا بنسبة 5.2%، عقب فرض الرسوم الأمريكية، إلى هشاشة سلاسل التوريد في الأسواق الزراعية التي تتركز بشكل كبير في دول محددة، كالاعتماد على البرازيل في إنتاج البن. هذا الابتعاد المُتزايد عن الاستقرار في الأسعار يفرض على السوق المصري ضرورة تنويع مصادر الاستيراد لمواجهة أي تقلبات مستقبلية بثبات أكبر، ويشدد على أهمية متابعة أسعار البن عالميًا وتأثيراتها المحتملة على السوق المحلي بشكل مستمر.