السيسي يحذر: التخلي عن جزء من مياه النيل تهديد مباشر لحياتنا.. كيف نرد على الخطر الوجودي؟

مخاطر التخلي عن جزء من مياه النيل وأمن مصر المائي في مواجهة التهديدات

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن التخلي عن جزء من مياه النيل يعني التخلي عن حياة مصر بأكملها، مشددًا على أن مصر ترفض بشكل قاطع أي إجراءات أحادية قد تؤثر على أمنها المائي، ومعتبرًا أن من يظن أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لمياهها، مخطئ تمامًا؛ فالمياه تمثل لب بقائها وأمنها الوطني.

مياه النيل وتأثيرها على أمن مصر المائي

تعتبر مياه النيل المصدر الرئيسي والوحيد لمصر، حيث يبلغ حجم المياه في حوض النيل الأبيض والأزرق حوالي 1600 مليار متر مكعب سنويًا، إلا أن الجزء الأكبر منه يُفقد في الغابات والمستنقعات والبخر والمياه الجوفية، بينما يصل إلى نهر النيل فقط جزء بسيط. أكد السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس أوغندا يويري موسيفيني في قصر الاتحادية، أن مصر تتحدث فقط عن حصتها وحصة السودان التي تبلغ نحو 85 مليار متر مكعب من مياه النيل، وهو ما يعادل نحو 4% فقط من إجمالي المياه في الحوض. هذا العدد المحدود من المياه يجعل من أمن مصر المائي قضية حيوية بالغة الأهمية، لا تحتمل التهاون أو التنازل.

التعاون من أجل استقرار دول حوض النيل وأهمية حصص المياه لمصر

أوضح الرئيس السيسي أن مصر تسعى دوماً إلى التعاون الإيجابي مع دول حوض النيل لتحقيق الاستقرار المشترك، مؤكدًا أن مصر لا تمتلك مصادر مياه بديلة ولا تتلقى كميات أمطار كبيرة يمكن الاعتماد عليها، مما يجعل جزء المياه الذي تصل إليه من النيل هو الحياة نفسها لمصر وشعبها. إذا ما تخلت مصر عن هذا الجزء من مياه النيل، فذلك يعني التخلي عن أساس استمرار الحياة داخل البلاد. تلك الرسالة جاءت واضحة في إطار تأكيد مصر على ضرورة احترام الحقوق المائية وعدم السماح لأي دولة باتخاذ إجراءات أحادية تؤثر على حصص الدول الأخرى.

ملف المياه واستخدامه كأداة ضغط سياسي ضد مصر

لفت الرئيس السيسي إلى أن موضوع المياه لم يعد مجرد مسألة مائية بحتة، بل تحول إلى أداة للاستهداف السياسي والضغط على مصر لتحقيق أهداف غير مائية. مصر ترصد هذه المحاولات جيدًا، ولن تسمح بأن يمس أحد بالمياه التي يعتمد عليها أكثر من 105 ملايين مصري، بالإضافة إلى نحو 10 ملايين من اللاجئين والضيوف الذين يقيمون على أرضها. يمثل هذا الملف غاية في الحساسية والأهمية بالنسبة لمصر، حيث يشكل الحفاظ على حصتها من مياه النيل حماية لمستقبل وطن بأكمله.

• رفض الإجراءات الأحادية التي تمس حصص المياه
• التأكيد على التعاون بين دول الحوض لضمان الاستقرار
• الانتباه إلى محاولات استغلال ملف المياه لأهداف سياسية
• حماية الأمن المائي باعتباره وجوديًا لشعب مصر

تشكل مياه النيل الشريان الحيوي لمصر، الذي لا يمكن التنازل أو التفريط فيه بأي حال، فالأمن المائي يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار البلد ومقدرات شعبها، مما يجعل من الضروري التصدي لكل ما يهدد هذا المورد الحيوي عبر الحوار البناء والتفاهم المشترك بين كافة الدول المعنية، مع الحذر من استخدام الملف كأداة للضغط السياسي.