مأساة في الفاشر.. مقتل وإصابات جديدة جراء الجوع ونيران الدعم السريع

السودان.. مقتل وإصابة 122 شخصاً “جوعاً” وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر يعكس تصعيداً مأساوياً في الأوضاع الإنسانية والعسكرية بإقليم دارفور؛ حيث شهد مخيم النازحين أبو شوك هجوماً دموياً من قوات الدعم السريع، وأدى ذلك إلى مقتل 103 أشخاص وإصابة أكثر من 19 آخرين، في حين تتفاقم أزمة الحصار الغذائي والطبي التي يشهدها السكان المدنيون في ظل تصاعد النزاعات.

تفاصيل مكثفة عن مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في الفاشر

قوات الدعم السريع نفذت هجومها العنيف على مخيم “أبو شوك” للنازحين، الواقع في ضواحي مدينة الفاشر بإقليم دارفور؛ توغلت عناصرها داخل المخيم وأطلقت نيراناً عشوائية، بالإضافة إلى تصفيات مباشرة، ما سبب مقتل 40 فتيلاً على الأقل وإصابة العديد من المدنيين بجروح متفاوتة الخطورة؛ بحسب غرفة الطوارئ في المخيم، بلغ عدد القتلى 103 ومصابين 19، ملقية الضوء على مأساة فقدان الأرواح وسط مشهد من العنف والاضطراب المستمر منذ أكثر من عشرين عاماً في الإقليم.

تُعد هذه الحصيلة دليلاً واضحًا على استمرار تصاعد العنف الذي يضرب دارفور، حيث تبقى النزاعات المسلحة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة مثل قوات الدعم السريع مصدر التوتر الأبرز، مع سيطرة هذه القوات على معظم مناطق الإقليم، في الوقت الذي تحتفظ فيه الفاشر كمدينة رئيسية بخضوعها للجيش السوداني، مما يضع السكان المدنيين بين نير الصراعات والحصار.

أزمة الحصار والتغذية: الجانب المأساوي في مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر

مع فرض قوات الدعم السريع حصاراً محكماً على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، ازدادت معاناة المدنيين التي تجلت بشكل واضح في انتشار الفقر وسوء التغذية الذي خلف 63 وفاة على الأقل خلال أسبوع واحد فقط، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة السودانية لوكالة الأنباء الفرنسية؛ ويشير المصدر إلى أن هذه الأرقام تشمل فقط من تمكن من الوصول إلى المرافق الصحية، فيما يموت آخرون داخل منازلهم دون توثيق رسمي نتيجة الحصار والعنف.

تعتمد غالبية سكان الفاشر على المطابخ العامة أو “التكايا” للحصول على وجبات الطعام، لكن نقص الموارد أجبر الكثير من هذه المطابخ على الإغلاق، مما دفع عائلات كثيرة إلى تناول بواقي الطعام أو حتى علف الحيوانات، في مشهد إنساني ميؤوس منه؛ وتبرز الأزمة ضمن أطول أزمنة النزاع المسلح الذي يعصف بدارفور لأكثر من عقدين، وكان لذلك الأثر الأكبر في تفاقم معاناة السكان وإضعاف بنيات الدعم المحلي.

  • فرض حصار كامل على الفاشر منذ مايو 2024
  • نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية
  • إغلاق عدد من المطابخ العامة بسبب قلة الموارد
  • ارتفاع وفيات الأطفال والنساء نتيجة سوء التغذية
  • استمرار النزاعات المسلحة بين الدعم السريع والجيش السوداني

الهجمات المتكررة وتداعيات مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع في مدينة الفاشر ومستقبل الإقليم

في أبريل 2024، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بالقرب من أبو شوك، مما أجبر حوالي 400 ألف شخص على الفرار، وفق بيانات الأمم المتحدة، التي أشاررتها إلى إفراغ أحد أكبر مخيمات النازحين في البلاد عملياً، تحت وطأة النزاع المسلحة المتصاعد؛ وتأتي هذه التطورات ضمن حرب اشتعلت في السودان منذ أبريل 2023، وتسببت في سقوط عشرات الآلاف من القتلى، إلى جانب نزوح ما يزيد على 13 مليون نسمة داخل البلاد وخارجها، في أكبر أزمة نزوح عرفتها المنظمة الدولية.

يوضح الجدول التالي الأعداد التقريبية للضحايا والنزوح الناتج عن الأزمة الحالية في دارفور والسودان بشكل عام:

البند العدد
عدد القتلى في مخيم أبو شوك 103
عدد المصابين في الهجوم 19+
الوفيات بسبب سوء التغذية في الفاشر (أسبوع واحد) 63
عدد النازحين جراء السيطرة على مخيم زمزم 400,000
مجموع النزوح داخل وخارج السودان منذ أبريل 2023 13,000,000+

تستمر مدينة الفاشر في مواجهة مأساة مقتل وإصابة 122 شخصاً جوعاً وبنيران الدعم السريع، في ظل حصار خانق وعنف متصاعد يهدد بزيادة الأزمة الإنسانية، ما يجعل مستقبل الإقليم مرهونًا بوقف القتال وفتح ممرات إنسانية عاجلة لتخفيف معاناة السكان وحماية المدنيين من مزيد من الانتهاكات في واحدة من أكثر المناطق تضرراً في السودان.