مختصة اجتماعية تكشف سر الطبقة الوسطى.. لماذا تبدو “شفافة” ولا تصل إلى الثروة؟

الطبقة الوسطى بين الشفافية والوجود شبه المفقود وأسباب صعوبة أن تصبح غنية تتخذ الطبقة الوسطى مكانًا غامضًا في المجتمع؛ فهي بين الطبقة العليا وبين الطبقة الدنيا، وفي واقع اليوم تبدو شفافة أو غير موجودة بوضوح، كما أوضحت المختصة الاجتماعية ريما خالد، لافتة إلى أن الطبقة الوسطى تعاني من ضعف القناعة الذاتية وتعيش تحديات في الوصول إلى الرقي الاقتصادي.

الطبقة الوسطى وواقع الوجود الشفاف وتأثير نمط الحياة

تصف المختصة الاجتماعية ريما خالد الطبقة الوسطى بأنها طبقة “شفافة وغير موجودة” على أرض الواقع، مشيرة إلى أن المجتمع في الوقت الحالي يتوزع بين طبقتين رئيسيتين فقط، هما الطبقة المرتفعة والطبقة المنخفضة، فيما تختفي الطبقة الوسطى بشكل ملحوظ. وأضافت أن هذه الطبقة لا تقتنع بمكانتها، فعلى سبيل المثال، من يهتم براتب شهري يبلغ 8 آلاف ريال ويرى في شراء شنطة ثمينة بقيمة 5 آلاف ريال أمرًا عاديًا، ويتحدث كثيرًا عن السفر والتنقل، يُظهر حالة من عدم الرضا والتسابق للظهور بمظاهر الطبقة الأعلى، ما يعكس شفافية وجودها الحقيقية في المجتمع. الطبقة الوسطى، حسب وصفها، تمثل حالة طبيعية وجميلة في المجتمع، لكنها أصبحت غير واضحة في سلوكياتها وتصرفاتها، التي تشبه أفعال الطبقة الغنية في كثير من الأحيان.

أولويات الطبقة الوسطى مقارنة بالطبقة الغنية وأثرها على النمو المالي

أوضحت المختصة الاجتماعية الفرق الجوهري بين الطبقة الوسطى والطبقة الغنية في طريقة إدارة المال والاختيارات الحياتية، حيث يشير ذلك إلى أن أفراد الطبقة الغنية لا ينفقون بحرية على السفر أو الشراء العشوائي، بل يمتلكون قناعة عميقة ويمتازون بثقل مالي وأولويات واضحة، مما يجعلهم يعيشون حياة أكثر استقرارًا ونجاحًا ماليًا. بالمقابل، الصعوبة التي تواجه الطبقة الوسطى في أن تصبح غنية تأتي من طبيعة مجاراتهم للمجتمع ولاستجاباتهم النفسية والذهنية، فهم يميلون إلى منافسة من حولهم واتباع أسلوب حياة مكلف وغير متناسب مع مردودهم المادي في أغلب الأحيان، مما يحد من قدرتهم على الادخار أو بناء ثروة حقيقية.

المستوى المادي للطبقة الوسطى واحتمالات الوصول إلى الثراء

تشير ريما خالد إلى أن نادرًا ما يتحول أفراد الطبقة الوسطى إلى طبقة غنية، بينما غالبًا ما يحدث العكس؛ إذ يُشاهَد أن الأشخاص الذين يمتلكون مستوى مادي أقل من المتوسط هم الذين ينجحون تدريجيًا في الوصول إلى الثراء. هذا التناقض يعكس طبيعة الطبقة الوسطى المضطربة، التي تعيش بين رغبات اجتماعية وقيود مالية. ويُضاف إلى ذلك أن تقارب الإنفاق الاجتماعي في الطبقة الوسطى في بعض الأحيان، يجعلهم عرضة للخسارة المالية على المدى الطويل، مما يحول بينهم وبين تحقيق نمو مستدام في ثرواتهم.

• عدم الاقتناع الذاتي للطبقة الوسطى بمكانتها.
• المجارات الاجتماعية التي تدفع إلى إنفاق مفرط وغير مدروس.
• الاختلاف في الأولويات المالية بين الطبقة الغنية والمتوسطة.
• تحقيق الثراء يكون أكثر احتمالاً لمن هم دون المتوسط المادي.