تلوث متصاعد في الأنبار بسبب معامل الجص.. كيف تؤثر على صحتك؟

تُعد مشكلة تلوث الأنبار الناتجة عن معامل الجص إحدى التحديات البيئية الحادة التي تواجه منطقة شرق الرمادي، حيث تتزايد أضرار هذه المعامل سواء القديمة أو تلك التي تم نقلها مؤخرًا من منطقة الكرمة، مما يسبب ضغطًا بيئيًا خطيرًا على المناطق السكنية المجاورة ويهدد صحة السكان.

تلوث الأنبار بسبب معامل الجص وأثرها على البيئة السكنية

أكد قيس ناجح، مدير دائرة البيئة في الأنبار، أن معامل الجص المنتشرة شرق الرمادي تشكل عبئًا بيئيًا كبيرًا، إذ أن بعض هذه المعامل عملت منذ سنوات، في حين جرى نقل أخرى حديثة إلى المنطقة، ما زاد من التلوث بشكل حاد؛ وتشير التقارير إلى أن كثيرًا من هذه المعامل غير مجازة بيئيًا، كما أن المعامل الحاصلة على الموافقات لا تلتزم بالمعايير المطلوبة، خصوصًا فيما يتعلق بأنظمة ترشيح الغبار. ويكمن الخطر في أن الزحف العمراني حول هذه المصانع أدى إلى مضاعفة معاناة السكان، الذين صاروا في مواجهة مباشرة مع ملوثات الهواء الناتجة عن تصنيع الجص، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا للحد من الانبعاثات الضارة.

الإجراءات البيئية لمواجهة تلوث الأنبار من معامل الجص ومشكلات الالتزام

في ضوء تفاقم المشكلة، قامت مديرية بيئة الأنبار بزيارات ميدانية متكررة للمواقع الصناعية بالتنسيق مع الجهات الأمنية وتوجيهات من المحافظ ومقام القضاء؛ حيث تم تبليغ المعامل غير المجازة بعدم مواصلة عملها دون الحصول على الموافقات الرسمية، كما وجهت إنذارات إلى المعامل الحاصلة على التراخيص لكنها لا تستخدم مرشحات الغبار. وأكد ناجح أن تطبيق الإجراءات القانونية صار أمرًا حتميًا للحفاظ على صحة البيئة وأمن السكان، وأن الفرق البيئية تتابع الأمر عن كثب بالتعاون مع السلطات المحلية لضمان تقليل الانبعاثات والحد من التلوث، ما يبرز الحاجة إلى رقابة صارمة واستمرارية في فرض الالتزام بالمعايير البيئية.

الأضرار الصحية والتوصيات البيئية للحد من تلوث الأنبار بمعامل الجص

أوضح علي عبد، المختص في الشؤون البيئية، أن مشاكل التلوث الناتجة عن معامل الجص لا تقتصر على أضرار فورية، بل تمتد إلى آثار تراكمية خطيرة تشمل أمراض تنفسية مزمنة وسرطانات ناجمة عن التعرض المستمر لجزيئات الغبار الصناعي؛ وقال إن المواد الكيميائية المنبعثة خلال العملية الصناعية تشكل تهديدًا خاصًا للفئات الحساسة كالطفال وكبار السن. وأشار إلى أن عدم وجود أنظمة ترشيح فعالة يجعل هذه المواد تُطلق مباشرة في الجو، ما يستدعي الغلاق الفوري للمعامل المخالفة بدل الاكتفاء بالإنذارات فقط. وسلط الضوء على أن وجود هذه المعامل داخل التجمعات السكنية أو قربها يشكل انتهاكًا للعدالة البيئية، ودعا الجهات التنفيذية إلى اعتماد إجراءات صارمة تشمل التالي:

  • إغلاق المعامل غير المجازة بيئيًا فورًا
  • فرض رقابة مشددة على المعامل العاملة لضمان التزامها بالمعايير
  • تشديد العقوبات القانونية على المخالفين حفاظًا على الصحة العامة
الجانب التفصيل
عدد المعامل تشمل معامل قديمة ومنقولة حديثًا
الحالة الترخيصية بعضها مجاز وأخرى غير مجازة بيئيًا
التلوث الناتج انبعاث الغبار والمواد الكيميائية
التأثير الصحي أمراض تنفسية مزمنة وسرطانات

تُظهر هذه المعطيات حجم الضرر البيئي والصحي الناتج عن معامل الجص، حيث يتطلب الموقف تعاونًا جادًا وقرارات حازمة من السلطات المحلية لمنع استمرار هذه الظاهرة الخطرة التي تؤثر على أهل الأنبار وتزيد من معاناتهم اليومية مع تدهور جودة الهواء. المساعي البيئية التي تبذلها دائرة البيئة هي خط الدفاع الأول لحماية البيئة والأرواح، واستمرار مثل هذه الخطوات سيقود إلى بيئة صحية أكثر وأمانًا للمواطنين في شرق الرمادي ومحيطه.