تأثير استخدام الهاتف الذكي المبكر على الصحة النفسية للأطفال.. كيف تحمي طفلك؟

الآثار النفسية لاستخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة أصبحت محور اهتمام متزايد بين الأهل والمختصين، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن إدخال الهاتف الذكي للأطفال قبل سن 13 عامًا يرافقه تراجع ملحوظ في الصحة النفسية عند انتقالهم إلى مرحلة الجامعة، ما يحمل مخاطر نفسية طويلة الأمد تستدعي إعادة النظر في توقيت منح الطفل أول هاتف ذكي.

تأثير استخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة على الصحة النفسية للأطفال

تشير آخر الأبحاث إلى أن استخدام الهواتف الذكية في مرحلة الطفولة المبكرة يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة النفسية؛ إذ كشفت دراسة شاملة شارك فيها أكثر من 100 ألف مشارك من 175 دولة، أجراها مشروع العقل العالمي، أن الأطفال الذين بدأوا استخدام الهواتف الذكية قبل سن 13، يعانون بمعدلات أعلى من اضطرابات نفسية مع دخولهم الجامعة، مثل اضطرابات النوم ونوبات الغضب والشعور بالانفصال عن الواقع؛ ما يؤكد ضرورة التعامل بحذر مع فكرة منح الأطفال هذا النوع من الأجهزة في وقت مبكر.

أسباب وعوامل تدهور الصحة النفسية المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة

يرتبط التدهور النفسي نتيجة الاستخدام المبكر للهواتف الذكية بنسبة 40% بانخفاض الرفاه النفسي، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل متداخلة، منها التنمر الإلكتروني، وتراجع الروابط الأسرية، واضطرابات النوم المستمرة، كما أظهرت الأبحاث أن الفتيات أكثر عرضة لفقدان الثقة بالنفس، في حين يعاني الأولاد من صعوبات في التركيز وزيادة الانفعالات. وقد حذرت الدكتورة تارا ثياغاراجان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، من أن التعرض المبكر لخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية قد يعيد تشكيل الدماغ بطرق معقدة وغير مفهومة بالكامل حتى الآن.

توصيات للحد من تأثير استخدام الهواتف الذكية في سن مبكرة على الأطفال والمراهقين

في ضوء النتائج المثيرة للقلق، تشير التوصيات إلى ضرورة تأجيل منح الهاتف الذكي للأطفال حتى بلوغ عمر 13 عامًا على الأقل، مع فرض قيود عمرية مشددة على استخدام التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب إدخال برامج التوعية الرقمية ضمن المناهج الدراسية في المدارس الابتدائية، وحجب التطبيقات ذات التأثير السلبي والتي قد تسبب ضررًا نفسيًا للأطفال، وذلك وفق البنود التالية:

  • تأجيل استخدام الهواتف الذكية حتى مرور مرحلة الطفولة المبكرة
  • تفعيل الرقابة الأبوية وفرض قيود على تحميل واستخدام التطبيقات
  • تقديم التوعية الرقمية المشروعة داخل البيئة المدرسية
  • منع الوصول إلى التطبيقات التي تحوي محتوى ضار أو يُسهم في التنمر الإلكتروني
الفئة العمرية نسبة الأفكار الانتحارية بين الفتيات
5 أو 6 سنوات 50%
13 سنة 28%

تسلط هذه البيانات الضوء على درجة الخطر المرتبطة بالتعرض المبكر للهواتف الذكية، وأهمية تبني إجراءات وقائية دقيقة للحفاظ على سلامة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. لا تقتصر مخاطر استخدام الهواتف قبل 13 عامًا على الجسد فقط، بل تمتد إلى العقل وتشكيل أنماط سلوكية قد تظل ملازمة حتى مرحلة الشباب، مما يستدعي وعي الأهل والمعلمين والمجتمع ككل تجاه تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على الأجيال القادمة.