العيداني يتجه إلى تركيا لمناقشة ملف المياه.. ما المتوقع من اللقاء؟

رئيس محافظ البصرة أسعد العيداني يشد الرحال إلى تركيا لمناقشة ملف الإطلاقات المائية من الأنهار المشتركة بين العراق وتركيا، والتي تشكل محورًا حاسمًا لمعالجة شح المياه وتأثيراتها المباشرة على المحافظة والعراق بشكل عام، في ظل الأزمة الحادة التي تواجهها المناطق الجنوبية من البلاد بسبب انخفاض تدفقات الأنهار الحيوية.

ملف الإطلاقات المائية بين العراق وتركيا وتأثيره على شح المياه في البصرة

بحث محافظ البصرة أسعد العيداني بشكل موسع ملف الإطلاقات المائية مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته الرسمية للعاصمة أنقرة، التي شهدت التركيز على أهمية الحفاظ على التدفقات المائية من الأنهار المشتركة بين العراق وتركيا، وبالأخص نهري دجلة والفرات. يأتي هذا اللقاء في سياق التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة بسبب شح المياه والتغيرات المناخية، والتي أثرت بصورة خطيرة على استدامة الموارد المائية في المحافظات الجنوبية، لا سيما البصرة التي تعاني من نقص حاد في مياه الشرب والزراعة. كما تم خلال الاجتماع تسليط الضوء على الخطر المحدق بقطاعي الزراعة والمياه نتيجة الانخفاض المستمر في مستويات الإطلاقات، ما يهدد بشكل مباشر جودة الحياة اليومية لسكان البصرة.

ارتفاع الإطلاقات المائية التركية: واقع وتحديات في مواجهة شح المياه

أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، في بداية يوليو الجاري، موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إطلاق 420 متراً مكعباً في الثانية من المياه للعراق في اليوم، في خطوة تهدف إلى تخفيف أزمة شح المياه التي يعاني منها العراق، والتي أثرت بشكل خاص على نهر دجلة. بدوره، أكد مصدر فني في سد الموصل لوكالة شفق نيوز أن إيراد المياه من السد إلى نهر دجلة تم رفعه إلى 350 متراً مكعباً في الثانية، مع تسجيل زيادة طفيفة في واردات المياه القادمة من تركيا، رغم أنها لا تزال أقل من المعدلات المتفق عليها ضمن الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين. رغم هذه الخطوات، فإن تدابير رفع الإطلاقات ما زالت ليست كافية لتلبية الحاجات المتزايدة للمياه في العراق، خاصة مع الظروف المناخية الصعبة وعدم انتظام الشتاء وندرة الأمطار التي أثرت سلبًا على مستويات المياه المتدفقة.

التحديات المحلية واستفادة العراق من الإطلاقات المائية التركية في مواجهة شح المياه

كشف الخبير في إستراتيجيات وسياسات الموارد المائية رمضان حمزة، خلال مقابلة إعلامية، عن عدم استفادة العراق بشكل فعلي من الزيادة الأخيرة في الإطلاقات المائية من تركيا، مؤكداً أن هذه المياه ستساهم فقط في التخفيف النسبي لوضع نهر دجلة دون تحقيق أثر ملموس على الأوضاع المحلية. وأشار إلى أن قرار الحكومة العراقية إلغاء الموسم الزراعي الصيفي للسنة الحالية ساهم في تقليل فرص الاستفادة من هذه التدفقات المائية المتزايدة؛ الأمر الذي يعكس أزمة ترتبط كذلك بالتخطيط والإدارة المحلية للموارد. ويربط الإنجاز الفعلي في معالجة أزمة شح المياه برفع كفاءة استخدام المياه وإطلاق خطط دعم للزراعة المستدامة التي تأثرت بشدة بسبب انعدام وفرة المياه.

  • التنسيق مع الجانب التركي للحفاظ على زيادة مستدامة في الإطلاقات المائية
  • وضع آليات محلية لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية
  • تنظيم موسم زراعي متوازن يراعي محدودية المياه
  • تعزيز البنية التحتية لمياه الشرب في المناطق المتضررة
الإجراء الكمية المعلنة
الإطلاقات المائية التركية للعراق 420 متراً مكعباً في الثانية
إطلاقات سد الموصل إلى نهر دجلة 350 متراً مكعباً في الثانية

ترتكز جهود محافظ البصرة أسعد العيداني على تعزيز التعاون الثنائي مع تركيا في مجال المياه، سعياً لتخفيف حدة أزمة شح المياه التي تضرب العراق، خاصة في الجنوب، حيث المياه تأتي كركيزة أساسية لاستمرارية الحياة والاقتصاد المحلي. تظل مباحثات الإطلاقات المائية من الأنهار المشتركة بين العراق وتركيا ضرورة ملحة لضمان استقرار الموارد المائية، وهو ما يعد أهمية بالغة للبصرة التي تأمل في نتائج إيجابية تفضي إلى تحسين أوضاعها المائية والبيئية في ظل تغير المناخ وتزايد الطلب على المياه.