واشنطن تؤكد: الرسوم الجمركية الجديدة شبه نهائية.. هل تغيّر قواعد اللعبة؟

الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب شبه نهائية ولا مجال للتفاوض بشأنها في المرحلة الراهنة، حسب تأكيد جيميسون غرير، الممثل الأميركي للتجارة، الذي أوضح أن هذه الرسوم أصبحت تشكّل قراراً نهائياً مع استبعاد التخفيض أو الإلغاء في الأيام المقبلة؛ ما يفتح الباب أمام تطبيقها على نطاق واسع في السوق العالمي.

لماذا تعتبر الرسوم الجمركية الجديدة شبه نهائية وغير قابلة للتفاوض؟

أكد جيميسون غرير، خلال مقابلة مع قناة “سي بي إس”، أن الرسوم الجمركية الجديدة التي اعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول، تقف اليوم عند مرحلة شبه نهائية ولا يمكن الرجوع عنها في الوقت القريب؛ ما يعني أن هذه الخطوة تمثل سياسة ضريبية ثابتة هدفها حماية الاقتصاد الأمريكي وتعزيز الإنتاج الداخلي. يأتي هذا التصريح على خلفية مخاوف واسعة من نزاعات تجارية دولية قد تتفاقم في حال محاولة تلك الدول الضغط لخفض الرسوم أو إلغائها. ورغم طرح فكرة مفاوضات مستقبلية، فإنها تبقى غير مرجحة “في الأيام المقبلة”، مما يحصر الأمر في إطار التنفيذ المباشر لهذه الإجراءات الجمركية.

التفاصيل الفنية للرسوم الجمركية الجديدة وتواريخ التطبيق

وقع الرئيس ترامب الأسبوع الماضي مرسوماً رسمياً يحدد الرسوم الجمركية الجديدة التي ستتراوح نسبتها بين 10% و41% وتطال منتجات من عدة دول حول العالم؛ حيث تم تخصيص موعد يبدأ فيه التطبيق في 7 آب/ أغسطس الجاري، بهدف منح دائرة الجمارك الأمريكية الوقت الكافي للاستعداد وتحسين آليات تحصيل الجباية. تشمل هذه الرسوم الجديدة عدة فئات من المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة، مع اختلاف النسبة المفروضة حسب المصدر، ما يعكس استراتيجية واضحة في تحديد مستويات الضرائب بناء على العلاقات الاقتصادية والسياسية مع كل دولة.

نسب الرسوم الجديدة على الدول الرئيسية والمتأثرة

تشمل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب نسب ضرائب متفاوتة على أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، منها:

• 15% على منتجات كل من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية
• 10% على مستوردات المملكة المتحدة
• 19% على السلع القادمة من إندونيسيا
• 20% على منتجات فيتنام وتايوان

ويظهر من خلال هذا التوزيع محاولة لتمييز كبير في مستويات الرسوم الجمركية التي تستهدف حماية قطاعات اقتصادية معينة في السوق الأمريكية. ويطرح الجدول التالي ملخصًا نسب الرسوم حسب الدول المتأثرة:

توضح هذه الأرقام أن الرسوم الجمركية الجديدة تترك أثرًا واسعًا على العلاقات التجارية الدولية، حيث يتوقع مراقبون أن تسهم في إعادة تشكيل سلاسل التوريد بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، مع احتمالية تصعيدات تجارية مستمرة على المدى القريب. وفي الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون الأمريكيون على عدم وجود مفاوضات لتعديل هذه السياسة فورًا، يُترقب ردود الفعل الدولية التي قد تؤدي إلى جولات جديدة من المحادثات المستقبلية أو تبني استراتيجيات بديلة للحد من تأثير هذه الرسوم الجمركية الجديدة.