37 عامًا من العطاء والقيادة للبابا تواضروس الثاني بين الرهبنة والصيدلية وصولًا إلى الكرسي المرقسي

البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء تمتد لـ37 عامًا بدأت من صيدلي وناسك وانتهت بالبطريركية المرقسية، وتعكس رحلة استثنائية في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تحولت حياة وجيه صبحي منذ بداياته في عام 1988 داخل دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون إلى قصة ملهمة تجمع بين الزهد الروحي والخدمة الدينية العميقة، حتى أصبح البابا الـ118 في سلسلة بطاركة الكرازة المرقسية.

البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء: من صيدلي إلى بطريرك

في 20 أغسطس 1986، بدأ وجيه صبحي رحلة جديدة بتركه مهنته في قطاع الصيدلة وتوجهه نحو دير الأنبا بيشوي للعيش حياة الرهبنة، حيث اتخذ اسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي عند رهبنته الرسمية في 31 يوليو 1988، مؤمنًا بشعار “المحبة لا تسقط أبدًا” الذي أصبح نبراسًا لخدمته الهادئة والمستمرة لأكثر من ثلاثة عقود؛ وهو يعكس مقاربة البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء بالتزام روحي قوي ومستمر شهد له الجميع بالخدمة المتفانية التي بدأها كراهب بسيط وتحولت إلى قيادة روحية وحكمة إدارية عميقة، توجت برئاسته للكنيسة.

مراحل بارزة تُبرز البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء في خدمة الكنيسة

عبر سنوات خدمته الطويلة، مر البابا تواضروس الثاني برحلة متميزة جمعت بين رهبنة وعطاء بكل تجلياتها، حيث بدأ ككاهن في إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية عام 1990، ثم انتقل إلى دور أسقف عام في 1997، مع توليه مسؤولية لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، إلى أن اختير بالقرعة الهيكلية بصفته البابا الـ118 في 2012، ليجمع منذ ذلك الحين بين رهبنة وعطاء تعكس في قيادته للكنيسة التي أعاد تنظيم هيكلها الإداري، ووسع مجالات الخدمة لتشمل الشباب والخدام، كما أسهم بفاعلية في تعزيز الحوار بين الأديان على المستويين المحلي والعالمي.

السنة المنصب أو الحدث
1990 كاهن في إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية
1997 رسامة أسقف عام ومسؤول لجنة الطفولة بالمجمع المقدس
2012 اختياره بالقرعة البابا رقم 118
2012 – حتى الآن قيادة الكنيسة بالتزام بين الرهبنة والإدارة الحكيمة

البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء: خلفية علمية وروحية وشخصية متميزة

ولد البابا تواضروس الثاني في 4 نوفمبر 1952 في المنصورة، وبدأ رحلته العلمية بحصوله على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، إضافة إلى دبلوم في الصيدلة الصناعية وزمالة منظمة الصحة العالمية من جامعة أكسفورد عام 1985، وهو ما يبرز عمق الخلفية العلمية التي يمتلكها؛ لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل استمر في دراسة اللاهوت وتلقى تدريبًا إداريًا في معهد هاجاي بسنغافورة عام 1999، وحصل على دكتوراه فخرية من جامعة بني سويف عام 2015، مما يعكس مزيج الحرص على العلم والدين في شخصيته. قبل الرهبنة، قضى 10 سنوات و10 أشهر و10 أيام في قطاع الأدوية، ثم اختار التفرغ التام للتأمل والخدمة الروحية، حيث يتمتع بحكمة صامتة وقدرة كبيرة على إدارة أزمات الكنيسة، مع تقديم حلول تحفظ وحدة وتماسك الكنيسة بعيدًا عن الأضواء.

  • تكريس الحياة لخدمة الآخرين بالمحبة الصامتة هو أعظم أنواع النجاح
  • عدم التوقف عند مهنة محددة قد يفتح الطريق لرسالة أعمق
  • التواضع والابتعاد عن الأضواء يُمكن أن يقودا إلى مواقع قيادية رفيعة
  • الرؤية الحقيقية تبدأ بتجرد وتأمل صادق

تشكل رحلة البابا تواضروس الثاني رهبنة وعطاء نموذجًا فريدًا في كنيسة عريقة، بداية من اختيار حياة نقية داخل أسوار الدير، مرورًا بصبر وهدوء في خدمة الكنيسة، وانتهاءً بزهده وقيادته التي تتسم بالحكمة والصمت البنّاء؛ قصة تعكس كيف يمكن للرهبنة الحقيقية أن تتوج بأعظم الأدوار في خدمة الإيمان والمجتمع.