أسعار السوق المحلية تتراجع رغم الارتفاع العالمي وأسباب هذا التناقض اليوم

تراجع أسعار الذهب في مصر رغم ارتفاع سعر الأونصة عالمياً يثير تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا الاختلاف؛ هل انخفاض الطلب المحلي وتثبيت سعر الدولار لهما تأثير؟ وكيف يمكن أن تتغير الأسعار في السوق المصري مع تقلبات الأسعار العالمية؟

أسباب تراجع أسعار الذهب في مصر رغم ارتفاع الأونصة العالمية

تُظهِر السوق المصرية تناقضًا واضحًا مع السوق العالمية، فبينما تخطت أونصة الذهب العالمي حاجز 3400 دولار، شهدنا انخفاضًا في سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 4710 جنيه بعد أن كان أعلى بنحو 25 جنيه، وجرام 24 أيضاً انخفض إلى 5383 جنيه. يعود هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها انخفاض الطلب بسبب توقعات المستهلكين بهبوط الأسعار أكثر، مما دفع التجار إلى تخفيض الأسعار في محاولة لتحريك حركة المبيعات. بالإضافة إلى ذلك، استقرار سعر الجنيه أمام الدولار قلل الضغط على أسعار الذهب محليًا، بجانب تصدير التجار لكميات كبيرة من الذهب إلى الخارج للاستفادة من الأسعار العالية، ما أدى إلى زيادة المعروض في السوق المحلية وانخفاض الأسعار.

العلاقة بين سعر الدولار والطلب المحلي وتأثيرهما على سعر الذهب في مصر

يعتبر سعر الدولار أمام الجنيه المصري من أهم المؤثرات التي تتحكم في أسعار الذهب داخل مصر، حيث إن ثبات الدولار يخفف من الضغوط التضخمية على الأسعار، كما يلعب الطلب الداخلي دورًا كبيرًا، خصوصًا مع دخول مواسم مثل الخريف وموسم الأفراح. في هذه الفترة، يختلف الطلب من مرحلة الركود إلى مرحلة النشاط المتزايد، مما ينعكس بشكل مباشر على تحركات الأسعار. من المهم فهم أن مصر تواجه حالة فريدة نتيجة تفاعل عدة عوامل داخلية وخارجية، لذلك تبقى السوق نشطة ولكن بأسعار قد تبدو غير متزامنة مع السوق العالمية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب في مصر وتأثير الأسواق العالمية عليها

تشير توقعات البنوك الكبرى مثل HSBC وCiti إلى إمكانية حصول تصحيح في سعر الأونصة العالمية، مع احتمالية هبوطها إلى مستويات 2800 – 3000 دولار إذا تحولت استثمارات المستثمرين نحو البورصات والأسهم بدلاً من الذهب. في السوق المصري، قد يؤدي هذا إلى مزيد من الانخفاضات على المدى القصير، خاصة مع استمرار استقرار سعر الدولار، غير أن دخول فصل الشتاء والمناسبات الاجتماعية سيعزز الطلب تدريجيًا وبالتالي يرفع الأسعار بشكل تدريجي.

• انخفاض الطلب يضغط على الأسعار.
• تصدير الذهب يزيد المعروض محليًا.
• استقرار الدولار يقلل التقلبات السعرية.
• المواسم تزيد الطلب وتدفع الأسعار للصعود.

بالنسبة لمن يفكر في شراء الذهب الآن، تختلف النصيحة حسب هدف الشراء؛ فالمستهلك الراغب في اقتناء الذهب للزينة أو المناسبات يجد فرصة مناسبة مع هدوء الأسعار، بينما المستثمرون من الأفضل لهم متابعة السوق العالمي وحركة الدولار قبل اتخاذ قرار الشراء، تفادياً لضغوط نفسية وخسائر محتملة جراء الانخفاضات السعرية. السوق المصري يتصرف بشكل مستقل إلى حد كبير، وإذا ظل الجنيه ثابتًا لفترة سيستمر في دعم أسعار الذهب عند مستويات متوازنة، أما في حال حدوث تحركات كبيرة في سعر الأونصة أو أزمات دولية، سنتوقع صعوداً قوياً لأسعار الذهب بشكل عام.