روبوتات تتعلم من البشر بالمراقبة فقط… كيف يتم ذلك بدون شفرة برمجية؟

الطريقة الطبيعية والبديهية لتعليم الروبوتات بدون برمجة أصبحت الآن واقعاً بفضل ابتكار معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) الذي يمكّن أي شخص من تدريب الروبوتات التعاونية باستخدام طرق سهلة ومتعددة، دون الحاجة لأي خبرة تقنية أو برمجية مسبقة، مما يفتح آفاقاً واسعة لتبني الروبوتات في مختلف المجالات الحيوية.

كيفية استخدام الطريقة الطبيعية لتعليم الروبوتات عبر أدوات متعددة الوظائف

طور باحثو معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» في قسم الطيران والفضاء ومعمل علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي أداة مبتكرة تسمى «واجهة العرض متعددة الاستخدامات» (Versatile Demonstration Interface – VDI)، تتيح تدريب الروبوتات التعاونية، أو ما يُعرف بـ«الكوبوتس»، على تنفيذ المهام من خلال ثلاث طرق أساسية: التحكم عن بُعد، التعليم الحركي عبر التوجيه اليدوي، والتعليم بالمحاكاة بمشاهدة تنفيذ المهام. تمثل الطريقة الطبيعية لتعليم الروبوتات باستخدام هذه الوسائل المتعددة نقلة نوعية، إذ تجمع المرونة مع سهولة الاستخدام، ما يجعل الروبوتات أكثر ملاءمة للعمل في المصانع والمنازل وأماكن الرعاية الصحية.

التدريب العملي للروبوتات عبر الطريقة الطبيعية وتقييم الطرق المختلفة

تُجرى تجارب ميدانية على الطريقة الطبيعية لتعليم الروبوتات باستخدام واجهة «VDI» في مراكز صناعية محلية، حيث تم تكليف مجموعة من خبراء التصنيع بتعليم روبوتين تنفيذ مهام شائعة مثل التركيب بالضغط والتشكيل. استخدم هؤلاء المتطوعون ثلاث طرق تدريب ضمن الطريقة الطبيعية:

  • التحكم عن بُعد بواسطة عصا تحكم
  • التوجيه اليدوي لذراع الروبوت لتعديل الحركات
  • فصل أداة الواجهة اليدوية واستخدامها بشكل مستقل لتسجل الحركات والضغطات

أفضّل المشاركون طريقة التعليم بالمحاكاة كأنسبها نظراً لتشابهها مع طرق تعليم الإنسان اليومية، ورغم ذلك أكدوا أن كل طريقة ضمن الطريقة الطبيعية لها فوائد حسب نوع المهمة؛ فالتحكم عن بُعد يُفضل في البيئات الخطرة كالتعامل مع مواد سامة، بينما التعليم الحركي يُناسب ضبط الأجسام الثقيلة، والتعليم بالمحاكاة يُستخدم للمهام التي تتطلب دقة ومرونة عالية.

التوجه المستقبلي لتوسيع نطاق الطريقة الطبيعية لتعليم الروبوتات في الحياة اليومية

يركز فريق «MIT» على تطوير روبوتات قادرة على التفاعل والعمل جنباً إلى جنب مع البشر في كلّ من المصانع، المستشفيات، والمنازل، مؤكّدين أن تبنّي الطريقة الطبيعية لتعليم الروبوتات هو مفتاح تجاوز عقبة برمجتها المعقدة. توفر واجهة «VDI»كاميرات وأجهزة استشعار للحركة والضغط تلتقط وتُسجّل تفاصيل أداء المهام بدقة، مما يتيح تدريب الروبوتات عبر الطريقة الطبيعية بكل سهولة وبدون برمجة، فقط من خلال «إظهار» المطلوب.

يخطط الباحثون لتحسين التصميم الحالي بناءً على ملاحظات المستخدمين وإجراء اختبارات إضافية لضمان استجابة الروبوتات لتعليمات متنوعة من مستخدمين مختلفين. يؤكد مايك هاجيناو، أحد القائمين على المشروع، أن تمكين التفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة يعزز قدرة الروبوتات على التكيّف في أماكن متعددة بدءاً من بيئة المصنع وصولاً إلى المطابخ والمستشفيات. هذا التطور مدعوم بزمالة «MIT» للتميز الهندسي وتمويل مؤسسة «والنبرغ» ويشكل خطوة أساسية لتحويل التدريب الروبوتي إلى تجربة طبيعية وبديهية تستغرق لمسة أو حركة يد واحدة.