سباق عالمي لاكتشاف أسرار عينات المريخ.. ماذا تكشف عن الكوكب الأحمر؟

عينات المريخ تحظى باهتمام عالمي مكثف في سباق الكشف عن أسرار الكوكب الأحمر، حيث ترتبط هذه العينات ارتباطًا وثيقًا بالأسئلة الكبرى حول الحياة، مثل: ما هي الحياة؟ كيف نشأت؟ وهل هناك حياة خارج الأرض؟ إذ تعتبر عينات المريخ مفتاحًا قد يحل لغز نشوء الحياة، لكنه ينتظر التقييم العميق الذي لم يتمّ حتى الآن.

سباق عينات المريخ لاكتشاف أسرار الحياة خارج الأرض

الأسئلة الأساسية حول الحياة مثل تعريفها وأصلها وإمكانية وجود حياة خارج الأرض، تظل المحفز الرئيسي للاستكشاف الفضائي، وقد دفعت وكالة ناسا إلى جمع عينات مريخية باستخدام مركبة بيرسيفيرانس التي استكشفت المواقع المحتملة لوجود حياة على سطح الكوكب الأحمر لأكثر من أربع سنوات. هذه العينات المريخية، التي يزيد عددها على عشرين عينة، جُمعت من مواقع محتملة تحتوي مؤشرات على حياة ميكروبية سابقة، مثل «شيافا فولز» التي تضم مواد عضوية وتركيبات معدنية دالة على وجود الماء، لكنها حتى الآن تبقى مجرد إشارات دون أدلة قاطعة. ومع ذلك، فإن انتظار تحليل هذه العينات على الأرض تحول إلى حالة شبه دائمة، بعد قرار إدارة ترامب بعدم استرجاعها، مما أوقف خطة العائدة الأميركية-الأوروبية المتوقعة في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي. هذا القرار وضع هذه العينات وكأنها شخصيات مسرحية «في انتظار جودو»، مع وقف تحليلات قد تغير فهمنا للحياة.

التحديات التقنية والاقتصادية في استرجاع عينات المريخ وتحليلها

استرجاع عينات المريخ وتحليلها في مختبرات الأرض يمثل خطوة أقل تكلفة وعقبات مقارنة بإرسال بعثة بشرية إلى المريخ، التي تبعد عقودًا عن التحقيق بسبب المتطلبات المعقدة مثل وضع مفاعلات نووية، ومعدات استخراج الماء والأوكسجين، وحماية البشر من الإشعاعات والسموم خلال رحلة تستغرق ثلاث سنوات ذهابًا وإيابًا. استخدام تسلح من المجاهر الإلكترونية والمسرعات الجسيمية ومطيافات بأطوال موجية متعددة، جنبًا إلى جنب مع مئات التجارب الكيميائية، ضروري لكشف أسرار الحياة في عينات بيرسيفيرانس المختارة بعناية من مناطق صالحة سابقاً للحياة. من شأن هذه التحليلات التفصيلية أن تحسم الجدل حول وجود حياة ماضية على المريخ وتدخلنا عصرًا جديدًا من المعرفة حول كيف نشأت الحياة بدقة أكبر على كوكبنا.

الدول الرائدة في استرجاع عينات المريخ وتأثيرها على التقدم العلمي

تتصارع عدة دول ومنظمات فضائية على تحقيق هدف استرجاع عينات المريخ، إذ تخطط الصين لإرسال بعثة في 2028، والهند تراهن على عقد الثلاثينيات، واليابان تتهيأ لاستكشاف قمر المريخ «فوبوس»، بينما تمضي ناسا قدمًا بتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. ومع ذلك، يُثير انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات التعاون المريخي قلقًا بشأن مصير هذه العينات وتأثيره على ريادة أميركا العلمية في الفضاء. إن تخلّي الدول الكبرى عن مواصلتها لهذا المشروع الحيوي يعني فتح الباب أمام دول أخرى، مع إهدار موارد ضخمة وجهود استثمارية، ما قد يُضعف موقف أمريكا في استكشاف العوالم الأخرى، ويشوه صورة التزامها بنقل البشرية إلى آفاق جديدة.

  • جمع أكثر من 20 عينة مريخية بواسطة مركبة بيرسيفيرانس
  • خطط أميركية-أوروبية لاسترجاع العينات في الثلاثينيات
  • انسحاب أمريكي يؤجل تحليل العينات على الأرض
  • خطط الصين والهند واليابان لاسترجاع العينات وحملات الاستكشاف
البلد أو الهيئة خطة استرجاع العينات الجدول الزمني المتوقع
الولايات المتحدة الأميركية (ناسا) بعثة مشتركة مع وكالة الفضاء الأوروبية لاسترجاع العينات الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين (معلقة)
الصين إرسال بعثة لاسترجاع عينات من المريخ 2028
الهند بعثة لاسترجاع العينات الثلاثينيات
اليابان بعثة إلى قمر المريخ «فوبوس» مستقبل قريب

تحليل عينات المريخ بدقة في المختبرات الأرضية سيكشف الكثير عن أصل الحياة، التي رغم ظهورها السريع بعد تكوين الأرض، ما زلنا نجهل تفاصيلها، ومنها إذا ما كانت مرتبطة بحياة على عوالم أخرى أو فريدة على كوكبنا. الإجابات المحتملة قد تحدث ثورة في مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، وتصنيع المواد، والروبوتات، والكيمياء، والبيولوجيا التركيبية، مما يعزز التطور العلمي والتقني للبشرية.

يطرح العالم سؤالًا صادقًا ينعكس على قرارات الدول: هل نحن وحدنا في هذا الكون؟ وهل سننجح في استثمار الأدلة المحتملة التي قد تكون بين أيدينا في عينات المريخ، أم سنهدر فرصة ذهبية بتركها تذبل في انتظار فرص مُهدرة؟ هذا السؤال لا يخص فقط احتمال وجود الكائنات الحية خارج الأرض، بل يتعلق بشموخ طموحنا كبشر في المضي قدمًا في كشف المجهول وتحقيق الريادة في استكشاف العوالم الأخرى.