تحذيرات من تصاعد حوادث الغرق في العراق خلال السنوات الثلاث القادمة.. ما أسبابها؟

500 حالة غرق في العراق خلال 3 سنوات تزيد من مخاطر السلامة المائية داخل البلاد، حيث يتزايد الإقبال على المسطحات المائية غير الآمنة مع ارتفاع درجات الحرارة؛ ما يرفع من أرقام حوادث الغرق مؤخرًا ويشكل تهديدًا واضحًا على حياة المواطنين، خصوصًا الفئات العمرية الشابة. هذا يجعل الوقاية ضرورة ملحة ومطالب الجهات الرسمية بتكثيف الرقابة والتوعية أمر لا بد منه.

تصاعد حوادث الغرق في العراق وأسبابها الأساسية

تشير الإحصائيات إلى تسجيل أكثر من 500 حالة غرق في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية، خاصة في فصل الصيف، وهو ما أثار تحذيرات من تفاقم هذه الظاهرة المقلقة، إذ يؤكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي أن الأسباب الأساسية وراء هذا الوضع تتمثل في ضعف الوعي المجتمعي وإجراءات السلامة المطبقة في المناطق المائية. وتتركز غالبية هذه الحوادث في الأنهار والبرك والجداول غير المخصصة للسباحة، حيث يغيب وجود رقابة رسمية ولا توجد لافتات تحذيرية تُنبه الزوار إلى المخاطر، مما يضاعف احتمالات وقوع حوادث الغرق.

ويضيف الغراوي أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف يدفع كثيرين إلى السباحة في أماكن عشوائية غير آمنة، دون الالتزام بالتدابير الوقائية اللازمة، وهو أمر يساهم بشكل مباشر في تصاعد أعداد الضحايا. وتتوزع تلك الحوادث بشكل كبير بين محافظات الوسط والجنوب، حيث يشكل التلامس اليومي مع مجاري المياه بيئة مناسبة لوقوع الحوادث.

الفئات الأكثر عرضة وحجم المشكلة خلال المواسم الحارة

تشير بيانات المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان إلى أن نسبة كبيرة من حوادث الغرق تشمل أطفالًا وشبابًا تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 25 سنة، الأمر الذي يعكس ضعف الوعي والإشراف على هذه الفئات في الأوقات التي يقبلون فيها على السباحة بغرض التهوية والراحة من حرارة الصيف. فقط خلال موسم الصيف الماضي، تم تسجيل أكثر من 180 حادثة غرق، معظمها في المحافظات الجنوبية والوسطى، مما يعكس الحاجة العاجلة لاتخاذ إجراءات وقائية فاعلة وطارئة.

كما يؤكد الغراوي أن الجهات الحكومية مطالبة بمراقبة المسطحات المائية بشكل فعال، ووضع علامات تحذيرية واضحة في المناطق الخطرة، إلى جانب تجهيز فرق إنقاذ مائي مدربة تتدخل سريعًا في حالة وقوع أي حادث. فيما يلي بيان يوضح عدد حوادث الغرق حسب السنوات الثلاث الماضية:

السنة عدد حالات الغرق
قبل 3 سنوات 140 حالة
قبل سنتين 170 حالة
السنة الماضية 190 حالة

الحلول والتدابير اللازمة للحد من حوادث الغرق في العراق

للتقليل من حوادث الغرق في العراق يجب العمل على تفعيل حملات التوعية المجتمعية المستمرة، خصوصًا داخل المدارس والمراكز الشبابية، لما لها من دور في رفع مستوى الوعي حول مخاطر السباحة في الأماكن المفتوحة وغير المؤمنة. ويُعتبر دعم برامج الإسعاف والإنقاذ المائي من الركائز المهمة التي تعزز من فرص إنقاذ الأرواح عند وقوع حوادث.

وتشمل الإجراءات المنصوح بها لتحسين السلامة المائية ما يلي:

  • زيادة الرقابة على الأنهار والمسطحات المائية من قبل الجهات المعنية
  • تركيب لافتات تحذيرية واضحة في المناطق الأكثر خطورة
  • تفعيل برامج توعوية دورية تستهدف الجمهور بمختلف فئاته العمرية
  • تجهيز فرق إنقاذ مائي مدربة ومجهزة في المناطق ذات معدلات الحوادث العالية
  • افتتاح مسابح عامة مجانية أو مدعومة لتشجيع السباحة في أماكن آمنة

إن تضافر جهود وزارة الداخلية، الدفاع المدني، ووزارة الشباب والرياضة، مع دور الإعلام الفاعل في نشر الثقافة الوقائية، يشكل عنصرًا جوهريًا في تقليل أحداث الغرق. فالتوجيه والوعي يشكلان خط الدفاع الأول؛ لذلك فإن رفع مستوى الوعي المجتمعي وتطبيق إجراءات السلامة بشكل صارم يمكن أن يقي حياة الآلاف ويحد من انتشار هذه الحوادث المؤلمة في العراق.