أسعار الذهب العالمية اليوم تتراجع بسبب تحسن المناخ التجاري وتثبيت الدولار

شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا اليوم نتيجة انخفاض التوترات التجارية، مما أدى إلى ضعف الطلب على أصول الملاذ الآمن، ورغم تراجع الدولار الذي عادةً ما يدعم الذهب، إلا أن تأثيره لم يكن كافيًا لوقف الانخفاض، وفقًا لتقارير وكالة رويترز.

أسعار الذهب العالمية وأوقية الذهب في المعاملات الفورية

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 % لتصل إلى 3379.69 دولار أمريكي للأوقية، بعد أن شهدت هبوطًا قدره 1.3 % في الجلسة السابقة، مما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين في ظل التطورات التجارية العالمية.

أما فيما يخص الذهب في الأسواق الآجلة، فقد تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.4 %، لتسجل 3358.40 دولار للأوقية، ما يعكس تحركات متذبذبة في توقعات المستثمرين تجاه السعر خلال الفترة المقبلة.

وأشار برايان لان، مدير شركة جولد سيلفر سنترال في سنغافورة، إلى أن موجة صعود جديدة كانت متوقعة لأسعار الذهب لكن أخبار التجارة أجبرت المستثمرين على جني الأرباح، معربًا عن تفاؤله المستمر تجاه مستقبل الذهب رغم التراجع القصير الأجل.

التقدم في الاتفاقات التجارية وتأثيرها على أسعار الذهب

على صعيد العلاقات التجارية، أبرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقًا مهمًا مع اليابان، تقرر بموجبه خفض الرسوم الجمركية على استيراد السيارات، وإعفاء طوكيو من رسوم إضافية على سلع أخرى، مقابل حزمة استثمارات وقروض تصل قيمتها إلى 550 مليار دولار؛ وهو ما ساهم في تهدئة القلق في الأسواق وقلل الطلب على الذهب كملاذ آمن.

ويقترب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إبرام صفقة تجارية شبيهة، تقوم على فرض رسوم جمركية بنسبة 15 % على بعض السلع الأوروبية مع إعفاء أخرى، بحسب تصريحات مسؤولين في المفوضية الأوروبية، مما يعزز آمال المستثمرين في استقرار الأسواق.

وتسبب هذا التقدم في المحادثات التجارية في زيادة شهية المخاطرة بين المتعاملين في الأسواق المالية، مشجعًا إياهم على الاستثمار في الأصول ذات المخاطر المعتدلة، ما قلل من الطلب على الذهب الذي يُعتبر استثمارًا محافظًا في أوقات الاضطرابات.

تذبذب مؤشر الدولار وأداء المعادن النفيسة الأخرى

شهد مؤشر الدولار تراجعًا وصل إلى أدنى مستوياته خلال أكثر من أسبوعين مقابل العملات الرئيسية، مما جعل سعر الذهب المسعر بالدولار أقل تكلفة للمشترين في الأسواق العالمية التي تعتمد عملات أخرى، وهو عامل مؤثر على حركة العرض والطلب.

ينتظر المستثمرون اليوم عن كثب صدور بيانات جديدة منها طلبات إعانة البطالة الأسبوعية وكذلك مؤشر مديري المشتريات السريع الصادر عن ستاندرد آند بورز جلوبال، لقياس قوة الاقتصاد الأمريكي قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر الأسبوع المقبل؛ وهذا ينتظر تأثيره على أسعار الذهب في المدى القصير.

فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة انخفاضاً بنسبة 0.6 % في التعاملات الفورية لتصل إلى 39.04 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 1410.92 دولار، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.9 % مسجلًا 1266.41 دولار للأوقية.

• انحسار التوتر التجاري أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن
• اتفاقيات تجارية جديدة تعزز الاستقرار في السوق العالمي
• تراجع مؤشر الدولار يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من غير حائزي الدولار
• ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية مهمة قبل قرار الفيدرالي القادم