فضيحة جديدة تكشف خوف حكومة بلير من الإطاحة عقب غزو العراق.. ما القصة؟

وثائق سرية بريطانية تكشف أن حكومة بلير كانت تخشى الإطاحة بها بسبب غزو العراق، حيث أبلغت بريطانيا الولايات المتحدة أن التدخل العسكري في العراق قد يُعرض رئيس الوزراء آنذاك طوني بلير لخطر فقدان منصبه، وذلك بسبب احتمال تفاقم الأوضاع المحلية كما حدث في بغداد، مما قد يُحدث تداعيات مشابهة في لندن أيضاً.

خوف حكومة بلير من الإطاحة إثر غزو العراق وتأثير ذلك على القرار السياسي

ذكرت وثائق سرية بريطانيا أن حكومة بلير كانت تخشى أن يؤدي غزو العراق إلى تصدع دعمها السياسي المحلي، وهو ما جعلها تبلغ الولايات المتحدة بأن محاولة تغيير النظام الحاكم في بغداد قد تكون محفوفة بالمخاطر على رئاسة الوزراء البريطانية. جاء تحذير ديفيد مانينغ، مستشار بلير للشؤون الخارجية، خلال اجتماعه مع مستشارة الأمن القومي الأمريكي في ذلك الوقت كوندوليزا رايس، حيث نصحها بعدم التشجيع على تغيير النظام العراقي إذا كان ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار حكومة بلير في لندن، الأمر الذي يعكس القلق العميق الذي تخلله تنسيق السياسات الأميركية-البريطانية قبيل الغزو.

الوثائق تُظهر الجهود البريطانية لاستصدار قرار مجلس الأمن وتأجيل الغزو بسبب مخاوف أمنية وسياسية

تسلط مذكرة إحاطة من مانينغ إلى بلير الضوء على الاجتماعات التي جرت قبل غزو العراق، وبالأخص اجتماع كامب ديفيد في يناير 2003، حيث حاول بلير إقناع واشنطن بضرورة استصدار قرار ثانٍ من مجلس الأمن الدولي. كان الطلب بنداً أساسياً لبريطانيا من الناحية السياسية والقانونية ومن أجل نيل الدعم المحلي، إضافة إلى اقتراح تأجيل الغزو من فبراير إلى نهاية مارس 2003 بسبب التحديات السياسية التي كانت تواجهها الحكومة البريطانية داخلياً، حيث أظهرت الوثائق وجود احتجاجات قوية في البرلمان ومجلس الوزراء البريطانيين لعدم وجود دعم كافٍ للعمل العسكري دون قرار أممي قائم. وأُبلغت رايس بأن بلير قد يضطر للتنحي عن منصبه إذا ما خاض المعركة بدون ذلك الدعم.

ضغط دولي وسياسي متصاعد لحكومة بلير قبل غزو العراق وتأثير تصريحات بوش على الموقف

كشفت الوثائق عن تصاعد الضغط على الحكومة البريطانية بسبب موقف الدول التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن، لا سيما فرنسا وروسيا، اللتين رفضتا القرار العسكري رغم فشل مفتشي الأمم المتحدة في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة الغزو. وحذر السفير البريطاني في واشنطن كريستوفر ماير بعد خطاب حالة الاتحاد التي ألقاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، من أن خيارات الحلول السلمية قد استُنفدت وأنه من المستحيل سياسياً التراجع عن الحرب في حال عدم استسلام صدام حسين أو اختفائه، مشيراً إلى أن خطاب بوش تضمن لغة تصعيدية معتبرة الحملة ضد صدام حملة صليبية للخير ضد الشر، ما أظهر الدعم المطلق للرئيس الأمريكي. وقد عبّر ماير عن قلقه إزاء النظرة الدينية والسياسية لبوش على العمليات العسكرية حيث وصفها بأنها رؤية “مانوية” لتطهير العالم من الأشرار.

  • الاجتماعات المشتركة بين مانينغ ورايس قبل غزو العراق، وتحذيرات بابتعاد الولايات المتحدة عن فرض تغيير النظام بسرعة
  • المواقف السياسية البريطانية التي طلبت قراراً ثانياً من مجلس الأمن لتأمين الدعم المحلي
  • تصعيد الخطاب الأمريكي حول ضرورة الحرب رغم معارضة دول ذات فيتو في مجلس الأمن
  • التحذيرات من العنف الداخلي المتوقع في العراق جراء تراجع قبضة صدام، وما لم يأخذه بلير بعين الاعتبار رغم ذلك
التاريخ الحدث
29 يناير 2003 تحذير مانينغ لبلير حول الحاجة لقرار مجلس الأمن الثاني
31 يناير 2003 اجتماع كامب ديفيد بين بلير وبوش
شباط – آذار 2003 مداولات بشأن تأجيل الغزو

تشير الوثائق إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تراجعتا عن مواصلة محاولاتهما لتأمين قرار أمني مشترك بعدما أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه لن يوافق عليه أبداً، ما عزز حالة الاستعجال والدخول في الغزو دون تأييد أممي. كما أن وزارة الدفاع البريطانية كانت قد حذرت من تفاقم العنف الداخلي بسبب تراخي قبضة صدام حسين قبل الحرب، تحذير لم يأخذ به بلير الذي برر فيما بعد أن حالة الفوضى والصراع الطائفي التي أعقبت الغزو كانت غير متوقعة، رغم دلائل الأمس التي كشفت عنها الوثائق السرية الجديدة.