حكم الاحتفال بعيد الحب.. فتوى أزهري تثير الجدل وتخالف التوقعات

عيد الحب بين الفتاوى المتباينة: حكم الاحتفال بعيد الحب من منظور إسلامي

حكم الاحتفال بعيد الحب بين الفتاوى الحديثة والتقليدية

حكم الاحتفال بعيد الحب يشهد اختلافًا واضحًا بين العلماء، حيث أشار الشيخ عبدالرحمن محمد، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الاحتفال بهذا اليوم، مثل 14 فبراير، ليس حرامًا في حد ذاته، مع التأكيد على أن الأهم هو أن تكون حياة الإنسان مستندة إلى الحب والمودة بشكل دائم؛ لأن الحب الحقيقي لا يقتصر على الكلمات فقط بل يجب أن يتحول إلى أفعال حقيقية، كما أن حسن الخلق هو القضاء على أي تباعد في العلاقات الإنسانية ويُعزز الحب بين الناس، سواء كانوا أزواجًا أو أبناء أو أقارب أو حتى الآباء بالبر والدعاء.

الاختلاف مع فتاوى العلماء ودعوتهم لعدم الاحتفال بعيد الحب

يخالف هذا الرأي حديثًا ما قاله الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في فتاويه الذي اعتبر أن الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لأسباب عدة أهمها:

  • أنه عيد بدعي، لا أصل له في الشريعة الإسلامية.
  • يُشجع على العشق والغرام بطرق قد تبتعد عن تعاليم الإسلام.
  • يشغل القلب بأمور غير مفيدة ومخالفة لهدي السلف الصالح.

كما شدد ابن عثيمين على أنه لا يجوز أن يتخلل هذا اليوم أي من شعائر العيد مثل المآكل، أو المشروبات الخاصة، أو الملابس، أو التهدايا؛ فالاحتفال به من التقاليد التي لا يقرها الدين، مع ضرورة أن يكون المسلم عزيزًا بدينه مستقلًا في اختيار طرق حياته، غير تابعٍ لما يمليه عليه المجتمع بدون وعي. وما أثبته هو أن التشبه بالكفار في أعيادهم مرفوض لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

رؤية اللجنة الدائمة للإفتاء السعودية حول حكم الاحتفال بعيد الحب

أكدت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية أن الأعياد المقررة في الإسلام محدودة بيومين فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وكل ما عدا ذلك من أعياد سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث معين فهي أعياد بدعية لا تجوز، ولا يجوز للمسلمين إقرارها أو إظهار الفرح بها أو المساعدة عليها بأي شكل من الأشكال، لأن ذلك تجاوز لحدود الله.

وأضافت اللجنة أن مشاركة المسلمين في أعياد غير شرعية خاصة أعياد غير المسلمين يعتبر إثمًا وتشبهاً بهم، ولهذا جاء تحذيرها واضحًا من التشبه بالكفار، مستندة على آيات الكتاب الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

المصدر الفتوى الرئيسية
دار الإفتاء المصرية (الشيخ عبدالرحمن محمد) الاحتفال بعيد الحب ليس حراماً شرط أن يكون مبنيّاً على حب وأخلاق، وليس مجرد يوم للاحتفال
الشيخ ابن عثيمين عيد الحب بدعة غير مشروعة، ولا يجوز الاحتفال به أو تقليد الكفار في أعيادهم
اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة السعودية الأعياد في الإسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، وباقي الأعياد بدع ومنكرات

تُظهر فتاوى العلماء حول حكم الاحتفال بعيد الحب تنوعًا كبيرًا بين التفسير المرن الذي أشار إلى عدم حرمة الاحتفال إذا كان قائمًا على الحب الحقيقي، وبين الفتاوى الصارمة التي تمنع المشاركة في هذا العيد كونه بدعة مخالفة لثوابت الإسلام كما ورد في الكتاب والسنة، مؤكدين أن الفرح الحقيقي مستمد من طاعة الله والتمسك بالدين والعلاقات الإنسانية السليمة التي تقوم على الحب الحقيقي لا على التقاليد الأجنبية. وبهذا، فإن حكم الاحتفال بعيد الحب يبقى أمرًا مرتبطًا بالفهم الديني والاجتماعي للمسلم وتوجهاته الشخصية، مع ضرورة الالتزام بما يدعو إليه الدين من حب ومودة بأفعال وكرم خلق تجاه الجميع.