هل استنشاق الدخان يبطل الصيام؟ توضيح الشيخ سعد الخثلان

هل استنشاق الدخان يبطل الصيام؟ سؤال يتكرر كثيرًا مع اقتراب شهر رمضان لعام 2025، حيث يحرص الصائمون على فهم الأحكام الشرعية المتعلقة بصيامهم، خاصة فيما يخص استنشاق الدخان وتأثيره على صحة الصوم، وقد أجاب الشيخ سعد الخثلان، أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن هذا السؤال بوضوح خلال برنامجه “الجواب الكافي” على قناة المجد الفضائية.

هل استنشاق الدخان يبطل الصيام أثناء رمضان؟

يرى الشيخ سعد الخثلان أن استنشاق الدخان بشكل غير مقصود لا يؤدي إلى بطلان الصيام، فالشخص الذي يمر بجانب مدخن أو يتعرض للدخان عرضًا دون قصد لا يتأثر صيامه، لأن الشرع يبيح أن لا يفسد الصيام إلا إذا دخل شيء إلى الجوف عن قصد. وفي المقابل، أوضح أن التدخين المتعمد يُبطل الصيام، إذ يدخل الدخان والمواد الضارة إلى الحلق والجوف، وهو ما يعد من المفطرات التي يوجب الشرع تجنبها طوال ساعات الصيام.

الابتعاد عن التدخين: ضرورة للحفاظ على صحة الصيام

نصح الشيخ سعد الخثلان الصائمين بتجنب التواجد في أماكن التدخين قدر الإمكان، مشيرًا إلى أن الاستمرار مع المدخنين يُعرّض الصائم لاستنشاق كميات كبيرة من الدخان تتعارض مع مقاصد الصيام وتضعف من روحانيته. وقد لفت إلى أن التدخين نفسه مُحرّم ومعصية؛ لذا فإن الجلوس مع المدخنين لفترة طويلة قد يجعل الإنسان شريكًا في الإثم. لذلك، ينصح بالحرص على حماية الصائم من التأثيرات السلبية للتدخين المحيط به.

ضرورات الحفاظ على صحة الصيام والالتزام بالأحكام الشرعية

أكد الشيخ الخثلان أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل هو التزام شامل بالعبادات والابتعاد عن كل ما يُخل بصحته، سواء أكان ذلك بدخول الطعام أو الشراب أو غيرهما إلى الجوف أو بأفعال وسلوكيات تُضعف لذة الصيام وخشوعه، ومن هنا يجب على الصائم أن يبتعد عن كل الشبهات كي يكون صيامه مخلصًا لله تعالى.

وهنا نستعرض أهم النقاط الواجب مراعاتها لضمان صحة الصيام:

• الامتناع التام عن التدخين خلال ساعات الصيام.
• تجنب التواجد في أماكن مليئة بالدخان لتفادي استنشاقه بشكل كبير.
• الحرص على دخول الصائم في الحالة الروحية التي تحقق له خشوع الصيام.
• الابتعاد عن كل الأمور التي قد تضعف العزيمة أو تفسد الصيام.

رأي الفقهاء حول استنشاق الدخان أثناء الصيام

يتفق غالب علماء الفقه على أن التدخين يُبطل الصيام بشكل قطعي؛ لما في دخان السجائر من مواد تدخل الجوف وتصل إلى الرئتين، فتكون بمثابة المفطرات الصريحة. أما بالنسبة للدخان الذي يُستنشق بدون قصد، فالأغلب من العلماء يرون عدم بطلان الصيام في هذه الحالة، مثل المرور في مكان محاط بالدخان أو استنشاقه عرضيًا. ويُفهم من ذلك أن المشروعية في الأمور التي تمس الصيام تعتمد على القصد والنية، فالصائم لا يُحاسب على ما يدخل جسده من غير قصد أو اضطرار، بل على ما يصدر عنه من أفعال مقصودة تؤثر في صحة صيامه.

يبقى الصائم مطالبًا بأن يلتزم بتعاليم الشريعة كاملة، بعيدة عن كل ما يفسد الصيام سواء كان ذلك بفعل مباشر كالتدخين المتعمد، أو بالتواجد في بيئات قد تسبب له الإضرار أو الشبهات، ويُعد الابتعاد عن التدخين ومصادره وسيلة لضمان صحة الصيام وروحه، لاسيما في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الأجور والثواب.