جدل يومي مستمر حول فتاوى غريبة على مواقع التواصل.. ما الأسباب والتفاعلات؟

السفر إلى كوكب المريخ والإقامة عليه بين الفتاوى المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي هو موضوع يشغل الأوساط الإسلامية والعامة يوميًا، خصوصًا مع التصاعد الكبير للفتاوى الغريبة التي تحيط بهذه القضية التي قد تبدو للبعض خارجة عن المألوف. كثير من المتابعين يلتقون مع بداية كل يوم بفتوى جديدة تثير بين المؤيدين والسخرية نقاشًا حادًا، والحديث هذه المرة يتمحور حول موقف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات التي أصدرت فتوى تحرم السفر إلى المريخ بسبب تناقضها مع تعاليم الدين الإسلامي وخطورة الإقامة على هذا الكوكب بعيدًا عن الأرض.

الهيئة العامة للشؤون الإسلامية وأوقاف الإمارات: لماذا تحرم السفر إلى كوكب المريخ؟

أصدرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات فتوى وصفت فيها السفر إلى كوكب المريخ والإقامة عليه بأنه أمر غير جائز شرعًا، مُبررة ذلك بأن المخاطر التي تواجه الإنسان في هذه الرحلة تشكل خطرًا محتملاً على حياتهم يصل إلى حد الانتحار، وهذا ما يحرم في الإسلام بوضوح. وجاءت تلك الفتوى عقب إعلان منظمة “مارس وَنْ” الهولندية عن مشروعها الطموح لإقامة مستوطنة بشرية دائمة على سطح المريخ بحلول عام 2025، وهو مشروع أثار استغراب كثيرين وأحدث نقاشًا واسعًا على منصات التواصل. وأكدت الهيئة أن الرحلة التي تُعد اتجاهًا واحدًا قد لا يعود منه الإنسان، وهذا ما يجعلها غير مبررة شرعيًا، نظرًا لاحتمالية عدم نجاة المسافر، وهو ما يتعارض مع مبدأ حفظ النفس في الإسلام.

جدل واسع حول مشاركات آلاف البشر في رحلات المريخ ورغبتهم في أن يصبحوا سفراء للبشرية

على الرغم من التحذيرات والفتاوى، أبدى أكثر من 20 ألف شخص من مختلف الجنسيات، من بينهم 500 سعودي، اهتمامًا حقيقيًا ورغبة صادقة في المشاركة كجزء من الرحلات المزمعة إلى المريخ، مؤمنين بدورهم كـ “سفراء للبشرية” في هذا المشروع المستقبلي الضخم. كانت منظمة “مارس وَنْ” قد وضعت منذ عام 2012 خطة لإرسال بعثات بشرية إلى المريخ، بهدف إقامة مستوطنة دائمة هناك، مما جذب آلاف المتطوعين الذين سجّلوا أسمائهم للمشاركة في هذا الحلم الطموح. تهدف هذه المبادرات التي تدور حول السفر إلى كوكب المريخ إلى فتح آفاق جديدة للعلم والفضاء، رغم الجدل الواسع بين المؤيدين والمعارضين، وما تزال التساؤلات حول الالتزام الديني والأخلاقي على رأس أولويات مناقشات المجتمع العربي.

  • الفتوى حظرت الرحلات معللة بخطر فقدان الحياة
  • العدد الكبير من المتطوعين يعكس شغف البشرية بالفضاء
  • تباين الآراء بين الدينيين والمهتمين بالعلم والابتكار

مشروع الإمارات للمستقبل: “المريخ 2117” ودور دولة الإمارات في استكشاف الفضاء

في مقابل الفتوى التي تحرم السفر إلى المريخ، تتبع دولة الإمارات مقاربة مستقبلية متفردة عبر إطلاق مشروع “المريخ 2117″، الذي يسعى لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول عام 2117. هذا المشروع ليس فقط خطة استعمارية، بل يهدف لإعداد كوادر بشرية ذات تخصصات علمية وتقنية قادرة على تخطي التحديات المعقدة للوصول إلى المريخ واستدامة الحياة عليه. يعكس هذا المشروع طموح الإمارات في أن تكون رائدة في مجال استكشاف الفضاء، وتحقيق اختراق علمي وتقني يمكّن البشرية من العيش خارج الأرض بأمان واستقرار، محاولةً التوفيق بين الطموحات العلمية ومتطلبات الشريعة الإسلامية التي تشدد على حفظ النفس والابتعاد عن أي تصرفات تحمل خطراً لها.

الجهة المشروع أو الفتوى
الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف – الإمارات تحريم السفر للسكن في المريخ بسبب خطورة الرحلة
منظمة “مارس وَنْ” الهولندية مشروع إقامة مستوطنة بشرية دائمة على المريخ بحلول 2025
دولة الإمارات مشروع “المريخ 2117” لبناء مستوطنة بشرية بحلول عام 2117

السفر إلى كوكب المريخ وإقامة البشر على سطحه يبقى قضية شائكة تجمع بين الطموح العلمي واعتبارات دينية وأخلاقية، مع تصاعد يومي للفتاوى التي تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي. وبينما تتحفظ الهيئات الدينية على مسألة الرحلات نظراً لمخاطرها، ترى العقول المستنيرة في مشاريع الاستكشاف هذه خطوة ضرورية لتقدم البشرية، ما يجعل موضوع السفر إلى كوكب المريخ محور نقاش مستمر بين التأييد والسخرية، ويتوقع الجميع مزيدًا من الفتاوى التي تضيف طبقات جديدة إلى هذا الجدل الضخم.