أسعار الفضة في مصر ترتفع بقوة اليوم بسبب زيادة الطلب العالمي على المعدن

الارتفاع الجديد في أسعار الفضة في مصر يشهد طفرة ملحوظة تصل إلى 10%، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالمعدن الرمادي كخيار استثماري آمن وسط حالة الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية؛ ويرتبط ذلك بصعود سعر الأوقية عالميًا بحوالي 3%، مما يزيد من جاذبية الفضة لدى المستثمرين داخل السوق المصرية وخارجها.

تحليل قفزات أسعار الفضة في مصر وعلاقته بالسوق العالمية

شهدت أسعار الفضة في مصر خلال الأسبوع الجاري ارتفاعًا كبيرًا، حيث قفز سعر جرام الفضة عيار 800 بمقدار 4 جنيهات؛ إذ بدأ الأسبوع بـ40 جنيهًا للجرام، وبلغ 44 جنيهًا في الجلسات الأخيرة، ويتزامن ذلك مع زيادة سعر الأوقية عالميًا من 30.19 دولارًا إلى 31.11 دولارًا، بمعدل نمو 0.92 دولار. هذه الزيادة تبرز اهتمام المستثمرين العالميين بالمعادن النفيسة، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة في أوروبا الشرقية وخطر تصعيد الصراع الروسي الأوكراني، مما يشجع على اللجوء إلى الفضة كملاذ آمن وتحوط ضد المخاطر الاقتصادية.

تأثير ارتفاع سعر الأوقية وصرف الدولار على تسعير الفضة في السوق المحلي

تكشف البيانات الأخيرة أن جرام الفضة من عيار 999، وهو الأعلى نقاءً، وصل إلى سعر 55 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام عيار 925 نحو 51 جنيهًا، وواصل الجنيه الفضّي (عيار 925) قفزته مسجلًا 408 جنيهات، ويرتبط هذا الارتفاع بشكل مباشر بزيادة قيمة الأوقية في الأسواق العالمية وكذلك ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق المصرية، إذ يعد ارتفاع الدولار عاملاً حيويًا يزيد من تكلفة استيراد الفضة، وهذا ينعكس فورًا على زيادة الأسعار في السوق المحلية.

نوع الفضة السعر الحالي (جنيه مصري)
جرام عيار 999 55
جرام عيار 925 51
جنيه الفضة عيار 925 408

العوامل الجيوسياسية والاقتصادية وتأثيرها على الطلب العالمي والمحلي على الفضة

تتزايد الطلبات على الفضة نتيجة لتصاعد التوترات الجيوسياسية والإقليمية في أوروبا الشرقية، إضافةً إلى البطيء الاقتصادي في الولايات المتحدة، حيث تعتبر الفضة أداة تحوط فعالة ضد التضخم وتقلبات عملة الدولار. إلى جانب ذلك، يسهم ارتفاع سعر صرف الدولار في مصر في رفع تكلفة استيراد المعدن الرمادي، مما يدفع أسعار الفضة نحو المزيد من الصعود في السوق المحلي. من ناحية أخرى، تتميز الفضة بأداء قوي منذ مارس 2020 مقارنة بالسلع الأخرى، نتيجة تنوع استخداماتها في الصناعة والطاقة المتجددة، مثل تصنيع الألواح الشمسية والإلكترونيات الدقيقة التي تعزّز مكانتها الاقتصادية والاستثمارية.

  • استخدامات صناعية متعددة تُعزز الطلب
  • دورها في تقنيات الطاقة المتجددة
  • ميزة كوسيلة تحوط ضد التضخم وعدم الاستقرار
  • تراجع الاعتماد على الدولار وسط دول البريكس

ويأتي توجه دول مجموعة البريكس لخفض الاعتماد على الدولار، والبحث عن بدائل أكثر استقرارًا كالذهب والفضة كعملات احتياطية، ليشكل عاملًا إضافيًا في رفع الطلب الدولي على المعادن الثمينة. هذا التحول الاستراتيجي ينذر بمزيد من نمو أسعار الفضة في السوق المصرية والعالمية خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التقلبات في الأسواق المالية والسياسية.

تكشف هذه المعطيات بوضوح أن ارتفاع أسعار الفضة في مصر لا يعد ظاهرة محلية فحسب، بل هو جزء من حركة عالمية تتفاعل فيها عوامل عدة مثل قيمة الأوقية، سعر صرف الدولار، والتوترات الجيوسياسية، مما يعزز ثقة المستثمرين في الفضة كخيار آمن بعيدًا عن المخاطر المتزايدة في الأسواق التقليدية.