عودة قمة الهلال والمريخ إلى السودان بعد غياب عامين لحسم لقب النخبة.. هل يشهد اللقاء إثارة كروية مرتقبة؟

بعد غياب عامين.. قمة الهلال والمريخ تعود للسودان لحسم لقب “دوري النخبة” وسط أجواء مثيرة تحبس الأنفاس. شهد الجمهور السوداني حظر متابعة القمة التقليدية بين الهلال والمريخ داخل البلاد بسبب الحرب، التي أجبرت الفرق على اللعب في موريتانيا، غير أن تراجع القتال سمح بعودة تنظيم البطولة داخل السودان بمشاركة 8 فرق تنافس بشغف وجدية رغم التحديات القائمة.

عودة قمة الهلال والمريخ إلى السودان وفرصة حسم لقب دوري النخبة

عاد دوري النخبة إلى السودان بتنظيم محلي بعد توقف دام عامين، حيث تقام مباريات القمة بين الهلال والمريخ بحضور جماهيري غفير يعبر عن شوقهم العميق لكرة القدم المحلية. بدأ الدوري في ظروف استثنائية مع مشاركة 8 فرق تنافس على مقاعد التأهل القارية، وسط تفاؤل بمستقبل الرياضة رغم التراجع في أداء بعض الفرق الكبيرة. يتصدر المريخ جدول المسابقة برصيد 14 نقطة تحت قيادة المدرب المصري شوقي غريب، متقدماً بفارق 3 نقاط على الهلال قبل المواجهة الحاسمة في ملعب الدامر القادمة.

تتأهل الفرق صاحبة المركزين الأول والثاني إلى دوري أبطال إفريقيا، فيما ينتقل الثالث والرابع إلى كأس الكونفيدرالية، وهو ما يرفع من حدة التنافس بين الفرق، ويصعب مهمة الهلال الذي قد يغيب عن البطولة الإفريقية إن خسر المباراة الأخيرة مع فوز الأهلي مدني بنفس رصيده.

في الدوري الموريتاني المؤقت، تبادل الهلال والمريخ الانتصارات، لكن العودة إلى السودان تشير إلى استعادة جزء من هيبة وجاذبية القمة، رغم أن المباراة ستقام في شمال البلاد وليس بالعاصمة الخرطوم كما جرت العادة. الظهور الأخير لقائد المريخ أمير كمال وزميله عبد المنعم “طبنجة” في فيديو داعمين لجمهورهم يؤكد أهمية هذه القمة في نفوس اللاعبين والجماهير.

تحديات تراجع أداء الهلال وتأثيرها في دوري النخبة السوداني

كشف عضو مجلس إدارة الهلال، رامي كمال، عن العوامل التي أدت لتذبذب مستوى الفريق خلال منافسات دوري النخبة قائلاً: الجدول الزمني المكثف وعبء اللعب كل ثلاثة أيام دون انتظام في بداية البطولة كان له وقع سلبي على الفريق. أضاف أن المعسكر الإعدادي الذي خاضه الهلال في موريتانيا استمر أسبوعين، ثم لجأ النادي لإراحة اللاعبين استعدادًا للبطولات القارية بسبب غموض مواعيد الدوري المحلية.

أشار كمال إلى مغادرة اللاعبين المحترفين للنادي في موريتانيا والقصور في استدعائهم مرة أخرى، مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي دفعت العديد منهم لفسخ عقودهم، مما أثر بشكل ملحوظ على أداء الهلال وترتيبه في الدوري. وانتقد ضعف التنظيم من الاتحاد السوداني لكرة القدم، محذرًا من تأثير الإرهاق على اللاعبين الذي قد ينعكس سلبًا على مستوى المنتخب الوطني خلال مشاركته في كأس الأمم الإفريقية وبطولة المحليين.

مع ذلك، أكد كمال أن عودة النشاط الرياضي داخل السودان يشكل خطوة إيجابية، قائلاً إن شعور اللاعبين والجماهير باللعب في أرض الوطن لا يقدر بثمن، مع تمنيات لعودة المحترفين الأجانب للملاعب المحلية. كما كشف عن تلقي عروض من شركات خليجية لتنظيم مباراة القمة بين الهلال والمريخ في عواصم خليجية، بهدف دعم السلام ومساعدة ضحايا الحرب، معبراً عن انفتاح النادي على مثل هذه المبادرات.

تفاوت الأداء بين الفرق وصراع القمة في دوري النخبة السوداني 2024

برزت أندية مثل الأمل عطبرة، الميرغني كسلا، والأهلي مدني كقوى جديدة تصاعدت في دوري النخبة هذا الموسم، مما أدى إلى تراجع هيمنة الهلال والمريخ القديمة، وأدى ذلك لتقارب في المستوى العام للفرق المشاركة. يرى مصطفى سقد، الرئيس السابق لنادي الأمل عطبرة، أن طبيعة البطولة الحالية تميل إلى الروح القتالية والانضباط أكثر من البراعة التكتيكية والمهارات الفردية، مرجعًا هذا إلى سوء حالة الملاعب التي أثرت على الأداء.

فيما يلي جدول ترتيب الفرق المتصدرة حتى الآن:

• تأهل البطل والوصيف إلى دوري أبطال أفريقيا.
• انتقال صاحب المركز الثالث والرابع إلى كأس الكونفيدرالية.
• المواجهة الحاسمة في ملعب الدامر تحدد بشكل مباشر مصير الهلال في البطولة الإفريقية.

يبقى الصراع محتدماً على لقب دوري النخبة، حيث يعود الهلال والمريخ إلى مواجهة مرتقبة بعد غياب طويل، وسط آمال بأن تشهد المنافسة عودة المشهد الكروي السوداني إلى سابق عهده من الحضور والجماهيرية، مع تطورات إيجابية قد تعيد الروح للملاعب وتزرع الثقة في الجيل الجديد من اللاعبين.