هل تسبب الخزعة انتشار السرطان؟.. إجابات واضحة من الخضيري

هل تؤدي الخزعة إلى انتشار السرطان؟ ترددت هذه التساؤلات كثيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع يزعم أن إجراء الخزعة قد يساهم في نشر الأورام السرطانية داخل الجسم، ما أثار قلق المرضى المعنيين وحفزهم للبحث عن صحة هذه الادعاءات خاصة مع خوفهم من تفاقم حالتهم الصحية بسبب هذا الإجراء.

التوضيح العلمي حول هل تؤدي الخزعة إلى انتشار السرطان؟

قدم الدكتور فهد الخضيري، الخبير في أبحاث المسرطنات، توضيحًا علميًا قاطعًا بشأن هذا الموضوع موضحًا أن الادعاءات التي تزعم أن الخزعة تؤدي إلى انتشار السرطان ليست صحيحة علميًا؛ فإجراء الخزعة يُعد من الفحوصات الطبية الآمنة والموثوقة للكشف عن طبيعة الأورام وتحديد نوعها ولا يسبب أي انتشار للخلايا السرطانية في الجسم. أكد ذلك عبر حسابه على منصة “إكس” متهمًا تلك المزاعم بأنها مجرد محاولات لجذب الانتباه وزيادة نسبة المشاهدات عن طريق نشر معلومات مغلوطة وشائعات لا أساس لها.

كيف تعمل الخزعة ولماذا لا تسبب انتشار السرطان؟

الخزعة هي عملية طبية يتم فيها أخذ عينة صغيرة من الأنسجة المصابة لتحليلها مختبريًا، بهدف التعرف على ما إذا كان الورم حميدًا أم خبيثًا بأدق التفاصيل؛ وتُجرى هذه العملية تحت إشراف طبي مختص باستخدام أدوات دقيقة للغاية تقي من أي احتمالية لانتشار الخلايا السرطانية أثناء العملية. وتشير الدراسات الطبية والأبحاث المحدثة إلى عدم وجود أي دليل يدعم أن إجراء الخزعة يسهم في تفشي السرطان. على العكس، هذا الإجراء يُعد خطوة تشخيصية أساسية تساعد في الكشف المبكر عن المرض، مما يمكن الأطباء من تصميم خطة علاجية مناسبة لكل حالة.

• أخذ عينة دقيقة من النسيج محل الشك
• تحليل الخلية طبيًا لتحديد طابع الورم
• العمل تحت إشراف طبي متخصص وباستخدام تقنيات حديثة
• استبعاد إمكانية انتشار الخلايا السرطانية

مخاطر تصديق الشائعات وتأثيرها على صحة المرضى

حذر الدكتور الخضيري من خطورة الاستسلام لمثل هذه الشائعات التي لا تستند إلى أدلة علمية، مشيرًا إلى أن البعض قد يقبل بنظرية المؤامرة التي تنتقد الطب الحديث والتشخيصات الدقيقة كتلك المتعلقة بالخزعة، رغم غياب أي برهان يدعم هذه المزاعم. وأوضح أن انتشار هذه الأفكار المغلوطة قد يدفع العديد من المرضى لتأجيل إجراء الفحوصات الضرورية، مما يتسبب في تفاقم حالتهم الصحية وتأخير الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب، وهو ما يؤثر سلبًا على نتائج الشفاء وجودة الحياة.

الخزعة: خطوة محورية في رحلة علاج السرطان لا تهدد المرضى

من الضروري أن يدرك الجميع أن الخزعة ليست مجرد فحص طبي بل تشكل ركيزة أساسية في رحلة علاج السرطان، إذ تساهم في تحديد نوع الورم واستراتيجيّة العلاج الأكثر فعالية لكل مريض، وهو ما يعزز الفرص الصحية والنتائج الإيجابية. الاعتماد على الطب المبني على الأدلة يقي من الوقوع ضحية للأخبار المضللة التي لا تقدم سوى الضرر والارتباك لدى المرضى، كما يشدد على أهمية توعية المجتمع بأهمية الحصول على المعلومات من المصادر الطبية الموثوقة وعدم الانجراف وراء التأويلات الغير مبنية على حقائق طبية ثابتة.

يبقى الدور الأساسي متمثلًا في نشر الوعي والثقافة الصحية لتأكيد أن الخزعة إجراء آمن تمامًا ولا تؤدي إلى انتشار السرطان داخل الجسم بل تمثل خط الدفاع الأول لتشخيص المرض بشكل دقيق ووضع العلاج المناسب، مما يرفع من فرص التعافي ويحسن جودة حياة المرضى بشكل ملموس.