علامات ليلة القدر.. هل تحل في ليلة 25 رمضان؟

ليلة القدر هي من أعظم الليالي التي تحظى بعناية خاصة، وتكثر حولها التساؤلات، وخاصة عن علامات ليلة القدر وهل تكون في ليلة 25 رمضان؟ لقد أخفى الله تعالى موعد هذه الليلة المباركة ليبقى المسلمون على الدوام في حالة اجتهاد وحرص على الطاعات خلال العشر الأواخر من رمضان، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن بسبب شجار وقع بين اثنين من المسلمين في المسجد، أنساه الله موعدها حتى يستمر الاجتهاد في العبادة.

سبب إخفاء موعد ليلة القدر وعوامل تحفيز الاجتهاد

روى عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر المسلمين بموعد ليلة القدر، لكن حدث شجار بين اثنين من المسلمين، فقال النبي:
«خرجتُ لأُخبرَكم بليلةِ القدر، فتلاحى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفعتْ، وعسى أن يكونَ خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة» (رواه البخاري)؛ ما يوضح أن الله تعالى أظهر الحكمة في إخفاء الموعد لتشجيع المسلمين على الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر من رمضان، خصوصًا في الليالي الوترية.

موعد وعلامات ليلة القدر وهل تكون في ليلة 25 رمضان؟

اختلاف العلماء في ليلة القدر قائم، والحديث الصحيح يؤكد وقوعها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«التمسوها في العشر الأواخر من رمضان؛ ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» (رواه البخاري)؛ لذا فإن علامات ليلة القدر وهل تكون في ليلة 25 رمضان من أكثر الأسئلة إلحاحًا. جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى أنها ليلة وترية في العشر الأواخر، مع انتشار الرأي أن ليلة السابع والعشرين هي الأرجح، إلا أن الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر هو الأفضل.

أما علامات ليلة القدر الصحيحة التّي وردت في السنة النبوية فتشمل:

  1. نزول الملائكة بأفواج كبيرة: الله تعالى يقول: «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر»، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن عدد الملائكة في تلك الليلة يفوق عدد الحصى على الأرض.
  2. اعتدال الجو وليلة طيبة: لا تكون شديدة الحرارة أو البرودة، بل تكون منعشة، كما قال عبدالله بن عباس: «ليلة القدر ليلة سمحه، لا هي حارة ولا باردة، وتطلع الشمس صباحها ضعيفة وحمراء».
  3. طلوع الشمس دون شعاع: يظهر ضوء الشمس في صباحها كأنها مثل الطَّسْت، أي بلا شعاع، حتى ترتفع قليلاً، وهو ما رواه أبو بن كعب.
  4. صفاء وسكون النفس: تكون الليلة صافية، يشعر المسلم فيها براحة نفسية وإقبال على الله، وكأن فيها ضوء قمر ساطع.
  5. عدم نزول الشهب والنيازك: في ليلة القدر لا يُرمى بالشهب، فهي ليلة سلام وسكينة.
  6. استجابة الدعاء: من علامات هذه الليلة المباركة أن يوفق الله المسلم لدعاء جديد لم يسبق له أن قاله.

العلامات الخاطئة لليلة القدر وأهم الأدعية المستجابة فيها

تنتشر بين الناس علامات غير صحيحة كثيرة متعلقة بعلامات ليلة القدر، وأبرزها:

  • سقوط الأشجار ثم عودتها إلى مكانها.
  • تحويل الماء المالح إلى عذب.
  • صمت الكلاب وعدم نباحها.
  • انتشار الأنوار الكثيفة في السماء والأرض.
  • تمزيق السماء وسقوط الأمطار مع الرعد والبرق.

وقد نقل الإمام الطبري عن هذه العلامات أنها لا أصل لها إطلاقًا، وما ورد في السنة هو المأخوذ به.

من السنة الإكثار من الدعاء في ليلة القدر، ومن أفضل الأدعية:

  • “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.”
  • “اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر.”
  • “اللهم اجعل لنا في هذه الليلة نصيبًا من خير ما قسمتَ من رزق وعلم وأجر وعافية.”

سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم يعود إلى عدة أسباب مهمة، منها:

السبب التفسير
التقدير لأن الله يقدّر فيها الأقدار والأحداث خلال السنة المقبلة.
العظمة والقدر شرف الليلة وعظيم قدْرها عند الله تعالى.
نزول القرآن فيها نزل كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر (جبريل) على رسول ذي قدر (محمد صلى الله عليه وسلم) لأمة ذات قدر.
الأجر العظيم لأن الطاعات فيها لها قدر وثواب عظيم عند الله.

أحاديث كثيرة أكدت أن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر وفي الليالي الوترية منها، منها ما روته عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يجاور في العشر الأواخر ويحث على تحري ليلة القدر فيها، وعبادة بن الصامت قال: «التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».
هذه المعلومات تدعو المسلم لكل اجتهاد وتحري بين الليالي المباركة، آملاً القبول والمغفرة من الله عز وجل.