خطر الإفراط في التبرير على مديري الموارد البشرية وتأثيره على فريق العمل

الإفراط في التبرير داخل بيئة العمل يثير حيرة فريق العمل ويؤثر على فاعلية القيادة بشكل مباشر، حسب ما أكده خبير الموارد البشرية فهد الحارثي. في مداخلته ضمن برنامج «ستوديو الصباح» عبر «العربية إف إم»، بيّن الحارثي أن الإدارة الفعالة تحتاج إلى توازن دقيق بين المرونة والحزم، مشيرًا إلى أن الاعتذار المدروس والمبرر يعكس قيمة قيادة قوية، أما التبرير الزائد فقد يضعف موقف المدير ويثير ارتباك الفريق.

لماذا يثير الإفراط في التبرير حيرة فريق العمل؟

يتعامل فريق العمل مع قرارات المدير بناءً على مدى وضوحها وقوتها، ويُعد الإفراط في التبرير من العوامل التي تولد حيرة داخل الفريق؛ لأنه يفتقد إلى الحسم ويُحدث انقسامًا في وجهات النظر بين الأعضاء. يشير فهد الحارثي إلى أن المدير الذي يلجأ إلى التبرير المفرط بهدف كسب تعاطف الفريق، يضعف مكانته لأنه يخلق حالة من التشويش وعدم اليقين بشأن القرارات المتخذة، مما ينعكس سلبًا على تنفيذها وفاعلية العمل.

كيف يعتذر المدير بشكل يعزز قيادته دون الإفراط في التبرير؟

الاعتذار في بيئة العمل يحتاج إلى حكمة وبلاغة؛ فالاعتذار المبرر يعكس قوة الشخصية القيادية وليس ضعفها، خاصة حين يكون ناتجًا عن موقف يحتاج إلى تصحيح. في المقابل، الاعتذار غير المبرر والاندفاع نحو التبرير المستمر يجعل الفريق يشعر بعدم الثقة في قيادة المدير. ومن هذا المنطلق، يجب أن يكون الاعتذار مبنيًا على التالي:

• تقديم اعتذار صادق ومدروس لا يشوش على صورة المدير.
• التركيز على مصلحة العمل وعدم السماح للتبرير بتحويل النقاش إلى جدل طويل يفقد القرارات معناها.
• الموازنة بين السيطرة على الموقف والتواضع عند الخطأ.

أثر الإفراط في التبرير على فاعلية القرار في بيئة العمل

الإفراط في التبرير يؤثر بشكل مباشر على فاعلية القرار حيث يتحول التبرير إلى أداة اضطرارية لإقناع الفريق، ما يزيد من النقاشات المطولة ويضعف القدرة على تنفيذ القرارات بحزم. يؤكد الحارثي أن التبرير يجب أن يكون مشروطًا بالوضوح والهدف منه خدمة مصلحة العمل وليس مجرد محاولة لكسب التعاطف. بمعنى آخر، التوازن في التعبير عن القرار والاعتذار هما الركيزة التي تحافظ على دور القيادة الفاعلة وتكسب ثقة الفريق.