تعرف على أنواع الذكاء التسعة وكيف تحدد نوعك الآن

هل تعلم أن أنواع الذكاء 9 لدى الإنسان تعتبر المفتاح لفهم القدرات العقلية والمهارات المتنوعة التي يمتلكها كل فرد، بعيدًا عن التركيز التقليدي على درجات اختبار الذكاء فقط؛ إذ أن الذكاء ليس رقمًا ثابتًا بل طيف متنوع من المواهب التي تختلف من شخص لآخر وتشكل النمط الفكري والسلوكي الفريد لكل إنسان.

أنواع الذكاء 9 لدى الإنسان وفق نظرية هوارد غاردنر

تتجاوز مفاهيم الذكاء التقليدية التي تقتصر على القدرات الحسابية واللغوية، إذ طرح عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر تصوّرًا حديثًا في نظريته الشهيرة “الذكاءات المتعددة” التي تحدد أنواع الذكاء 9 لدى الإنسان، كل واحد منها مستقل وله مميزاته التي تساعد على تقييم أوجه الذكاء المختلفة. يشرح غاردنر أن الذكاء ليس وحدة موحدة، بل مجموعة متكاملة من القدرات، مع نقاط قوة وضعف تختلف بين الأفراد؛ ما يجعل تقييم الشخص بمقياس واحد غير كافٍ.

يُصنف غاردنر الذكاء إلى الأنواع التالية:

  1. الذكاء المكاني: القدرة على تصور الأبعاد والأشكال والتفاعل معها ذهنياً، تجده عند المهندسين والمصممين الذين يتقنون العمل مع الفضاء والأشكال.
  2. الذكاء الطبيعي: مهارة تصنيف الكائنات الحية وفهم البيئة، يظهر عند المهتمين بعلم البيئة والزراعة.
  3. الذكاء الموسيقي: الحساس العالي للترددات والنغمات، يتجلى في العازفين والملحنين المحترفين.
  4. الذكاء المنطقي الرياضي: مهارة التفكير التحليلي وحل المشكلات ببراهين منطقية، يعتبر الأكثر قبولًا في المدارس التقليدية.
  5. الذكاء الاجتماعي (التفاعلي): قدرة فهم مشاعر الآخرين والتواصل بفعالية، نجدها بوضوح عند القادة والمعلمين.
  6. الذكاء اللغوي: براعة في التعبير واللغة سواء شفهيًا أو كتابيًا، يميز الكتّاب والخطباء.
  7. الذكاء الحسي الحركي: التحكم الدقيق في حركة الجسم، نابض لدى الرياضيين والراقصين.
  8. الذكاء الشخصي الداخلي: فهم عميق للذات وتأمل في المشاعر والدوافع، شائع الفلاسفة والمفكرين.
  9. الذكاء الوجودي: ميل للتساؤل عن ماهية الحياة والروحانيات، يظهر عند المتصوفين والمفكرين.

هذه الأنواع تشكل معًا منظومة متكاملة من الذكاءات التي تقيس الجوانب المختلفة للشخصية والعقل، ما يعيد تعريف الذكاء بشكل أعمق وأكثر شمولًا.

هل الذكاء وراثي أم مكتسب؟ تسعة أنواع الذكاء لدى الإنسان بين الجينات والبيئة

يشير بحث علمي حديث نُشر في مجلة Nature Neuroscience عام 2015 إلى ارتباط كبير بين الذكاء والجينات، حيث تم التعرف على مجموعتين من الجينات (M1 وM3) مسؤولتين عن القدرات المعرفية مثل الذاكرة وسرعة البديهة والانتباه، مما يدعم أن الذكاء موروث جزئيًا. مع ذلك، تسعة أنواع الذكاء لدى الإنسان تتأثر أيضًا بالعوامل الخارجية كالبيئة والتعليم والتجارب اليومية التي تساعد في صقل هذه القدرات وتنميتها بطرق متنوعة تميز كل شخص عن الآخر.

  • العوامل الوراثية تحدد القاعدة الأولية للذكاء
  • البيئة والتنشئة تساهم في تطوير وتحسين القدرات الذهنية
  • التعليم والتجارب الشخصية تلعب دورًا أساسياً في تشكيل الذكاءات المختلفة

بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى وجود علامات غير تقليدية للذكاء، مثل الكسل الذي قد يعكس ميل الأفراد الأكثر ذكاءً إلى التفكير العميق والتأمل بدلاً من النشاط البدني المتكرر، فهم سريعو الملل ويريدون دائمًا البحث عن أفكار جديدة بدلاً من الروتين.

تطبيقات نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم واكتشاف نوع ذكائك

منذ تقديم هوارد غاردنر نظرية الذكاءات المتعددة بشكل واسع، شهدت المدارس والمؤسسات التعليمية تحولًا تدريجيًا في طرق التدريس، حيث بدأ المعلمون يلاحظون أن الأطفال يتعلمون بطرق مختلفة ومتنوعة حسب نوع الذكاء السائد لديهم. بعد فهم أن أنواع الذكاء 9 لدى الإنسان ليست كلها متشابهة، أصبح هناك حاجة إلى تقنيات تعليم تتناسب مع هذه الاختلافات؛ فمنهم من يتفاعل مع الموسيقى وأخرون مع الصور أو الأنشطة الحركية، وهذا يؤدي إلى نتائج أكثر فعالية في التعلم.

في تصميم إنفوغرافيكي مميز من “مارك فايتل”، تم توضيح أنواع الذكاء التسعة بشكل بصري جذاب يساعد كل فرد على التعرف إلى نقاط القوة الخاصة به. هذا الطرح يعزز فكرة أن الذكاء يشمل مجالات متعددة، تتجاوز تلك التي تقاس بالاختبارات التقليدية، ليشمل طيفًا من القدرات العقلية، الحسية، والعاطفية.

نوع الذكاء مجالات الظهور
المكاني الهندسة، التصميم، الرسم
الطبيعي البيئة، الزراعة، العلوم الطبيعية
الموسيقي العزف، التأليف، الإيقاع
المنطقي الرياضي الرياضيات، التحليل، البرمجة
الاجتماعي القيادة، التعليم، العلاقات العامة
اللغوي الكتابة، الخطابة، الترجمة
الحسي الحركي الرياضة، الرقص، الفنون الحركية
الشخصي الداخلي الفلسفة، التأمل، تطوير الذات
الوجودي التساؤلات الوجودية، الروحانيات

ينبغي أن تُعتبر هذه المناهج التعليمية المتنوعة دعامةً لتطوير ذكاءات متعددة ومتوازنة؛ فكل إنسان ذكي بطريقته، مما يدعو إلى تقديم الدعم والاعتراف بأن الذكاءات المتعددة تسهم في بناء شخصية متكاملة ومتجددة.