دار الإفتاء توضح حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي الآن

حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي من المسائل التي يحرص المسلمون على معرفتها مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وقد أجابت دار الإفتاء المصرية بوضوح أن حلق الشعر وتقليم الأظافر شرعًا جائز ولا يؤثر على ثواب الأضحية، مع توضيح تفاصيل مهمة حول هذا الحكم وفقًا للأدلة الشرعية والمذاهب الفقهية المختلفة.

حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي وفقًا لدار الإفتاء المصرية

دار الإفتاء المصرية أكدت أن حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي يندرج تحت باب الجواز الشرعي، حيث يمكن للمضحي أن يقص أو يحلق الشعر ويقص أظافره في أي وقت، دون أن يؤثر ذلك على أجر الأضحية وثوابها؛ أما من حيث السنة، فمن المستحب لمن أراد التضحية أن يمتنع عن إزالة شيء من شعر رأسه أو بدنه، وأيضًا عن تقليم أظافره، وذلك ابتداءً من ليلة أول يوم من ذي الحجة وحتى الانتهاء من ذبح الأضحية، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من رأى هلال ذي الحجة وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي” (رواه النسائي في السنن الكبرى). ومع ذلك، مخالفة هذا الأمر ليست محرمة، بل هي مكروهة تنزيهية، كما جاء في مذاهب الشافعية والمالكية.

الأدلة الشرعية على حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي

تستند دار الإفتاء المصرية في حكمها إلى عدة أدلة من السنة النبوية وفتاوى كبار العلماء، حيث ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم التحذير من قص الشعر أو تقليم الأظافر لمن نوى التضحية خلال الأيام العشرة من ذي الحجة، وهو دلالة على السنة وحكم الاستحباب ولا يحول دون جواز الفعل، ويلحق ذلك ما رواه الإمام النووي في كتابه “المجموع” (8/ 371): “ومن دخلت عليه عشر ذي الحجة وأراد أن يضحى فالمستحب ألا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره حتى يضحي”، مؤكداً أن ترك ذلك مستحب وليس واجبًا، فلا يجب على المسلم امتناع حلق الشعر وقص الأظافر بسبب النية في الأضحية.

كيفية التعامل مع حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي خلال أيام ذي الحجة

يتبع الحكم الشرعي حول حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي مجموعة من الشروط التي يجب مراعاتها خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، فتقليدًا للتقاليد النبوية الكريمة يُستحب التوقف عن إزالة الشعر والأظافر ابتداءً من بداية أول يوم في ذي الحجة وحتى الانتهاء من ذبح الأضحية، إلا أن الجواز قائم ولديك حرية التصرف إذا استدعى الأمر، كما هو موضح. يمكن تلخيص الأمر في النقاط التالية:

• يبدأ الامتناع عن قص الشعر وحلق الأظافر من ليلة أول يوم من ذي الحجة
• الامتناع يستمر حتى إتمام ذبح الأضحية
• المخالفة ليست محرمة، بل تعتبر مكروهة لتنزيه نفسية التقوى والتضحية
• لا يؤثر حلق الشعر أو تقليم الأظافر على ثواب الأضحية

وهذا الحكم راجع إلى أن الأصل في جميع الأمور الإباحة ما لم يرد نص صريح بالحرمة، وبذلك فإن حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي هو من السنن المستحبة، لا من الواجبات أو المحرمات، وهو ما ينطلق من عدل الشريعة ورقة حكمها.

يتبين من خلال ما سبق أن حكم حلق الأظافر وقص الشعر للمضحي هو جواز شرعي مع استحباب تركهما خلال أيام ذي الحجة حتى يتم الذبح، مما يعكس أهمية التمسك بالسنة لكن مع مراعاة عدم التشدد. ويستطيع كل مسلم أن يختار حسب ظروفه، ولا يقلق حيال ثوابه إذا أقدم على الحلق أو التجديد في الشعر والأظافر. هذا التوازن في الحكم يعكس رحابة الشريعة ومراعاتها لحالة العباد وأحوالهم المختلفة، خاصة في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة المباركة.