يوم التروية بداية مناسك الحج وتحضير ضروري للوقوف بعرفة.. تعرف على خطوات اليوم المهمة

يُعد يوم التروية من أهم الأيام في مناسك الحج، حيث يبدأ الحجاج في هذا اليوم الاستعداد للوقوف بعرفة، من خلال التوجه إلى مشعر منى لأداء الطقوس المتعلقة بهذه المرحلة، والتي تمثل بداية حقيقية لشعائر الحج. يشكل يوم التروية نقطة الانطلاق الروحية للحاج، وهو موعد للاحتساب والتقرب إلى الله قبل الوقوف في عرفة في اليوم التالي.

سبب تسمية يوم التروية وأبرز معانيه

سُمي يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يتزودون فيه بالماء في مكة المكرمة قبل الانطلاق إلى مشعر منى، حيث كانت المصادر المائية قليلة ونادرة في ذلك المكان؛ لذلك كان يوم التروية هو يوم التزود بالماء والعدة. ويرى البعض أن التسمية أيضًا ترتبط برؤية النبي إبراهيم عليه السلام في هذا اليوم، حين رأى في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل، فصار يروي في نفسه بين كونه حلمًا أو وحيًا من الله؛ ما يجعل هذا اليوم يحمل معانٍ روحانية عميقة في ذهن المسلمين.

أعمال يوم التروية وأهم الشعائر التي يؤديها الحجاج

في يوم التروية، تتوزع أعمال الحجاج بين خطوات محددة تساعدهم على استكمال مناسك الحج بسلاسة، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • الإحرام: يبدأ الحاج المُتمتع بالإحرام من مكة، ويُستحب أن يغتسل ويتطيب قبل النية، وينوي الحج قائلاً: “لبيك حجًا”؛ وهي أول خطوة للالتحاق بفريضة الحج رسمياً.
  • التوجه إلى منى: بعد الإحرام، يتجه الحجاج إلى مشعر منى، الذي يبعد نحو 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهناك يُصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء، بالإضافة إلى صلاة الفجر في يوم عرفة، مع تقصير الصلوات الرباعية إلى ركعتين دون جمع، ملتزمين بالتوقيت الشرعي لكل صلاة.
  • المبيت في منى: يستحب بقاء الحجاج في منى ليلة التاسع من ذي الحجة، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ، ليتهيأوا روحيًا وجسديًا للوقوف بعرفة؛ الذي يليه أفضل أيام الحج.

أهمية يوم التروية ودوره في رحلة الحج الروحية

يمثل يوم التروية بداية انخراط الحجاج في الشعائر الأساسية للحج، حيث يصبح الاستعداد النفسي واجبًا مع أداء الطقوس التي ترسخ التقوى والذكر والتفكر في عظمة وقيمة الوقوف بعرفة، لما له من منزلة خاصة في الإسلام. يبدأ الحاج في هذا اليوم خطوات رحلته إلى الله، متوجهًا إلى منى ومستنيرًا بالمقاصد الروحية التي تعزز التعظيم والخشوع. كما أن عدد الحجاج المتوقع للموسم 1446هـ / 2025م قارب المليون حاجٍ من الخارج، حسب تقارير السلطات السعودية، مما يبرز أهمية يوم التروية كمحطة محورية في مسيرة ملايين المسلمين الذين يجعلونه نقطة بداية لحج ميسر مقبول.

الموسم الهجري عدد الحجاج المتوقع
1446هـ حوالي مليون حاجٍ من الخارج

يُمكن القول إن يوم التروية يعد مولد رحلة روحية تبدأ بخطوات متأنية إلى منى، حيث التكبيرات والتلبية تملأ الأجواء استعدادًا ليوم الوقوف بعرفة، أكبر شعيرة ولازمة في الحج، راجين من الله القبول والمغفرة، وجاعلين من هذا اليوم محطة للتدبر وزيادة الحسنات في طريقهم إلى بيت الله الحرام.